يحاول الدكتور سيسيل ان يشرح للمجتمع الغربي الذي يوجه له هذا الكتاب ما هو تاريخ مصر و ما هي حالة الفلاحيين المصريين باستفاضة فعلا تجعلك تنتقل هناك , فعل توثيق غير مقصود لتلك الحقبة التي اسمع كثيرين من المتشدقين بالملك و ايام الملك و انها كانت افضل مما تلاها , لاعلم انهم فعلا اناس غير موضووعيين و لا يهمهم الا مصلحتهم و ليست مصلحة الشعب ككل
يكفي انه يقول انه لم تكن توجد مياه للشرب و انه في مرة اخبره الامير محمد علي ولي عهد مصر انه كان يركب مركب نيلي الي الاسكندرية و رأي بنفسة جاموسة غارقة في الماء - علما ان تلك الترعة تغذي مدينة الاسكندرية باسرها و تمدها بالماء العذب - و بعد اسبوع كامل لاحظ ان الجاموسة لازالت في مكانها لكن بجوارها كلب ميت كأنما اتي ليؤنس وحدتها . ابلغ كل الجهات المسؤولة بهذا الامر و لكن لا حياة فيمن تنادي
يقول ان طعام الفلاح عبارة عن خبز مخلوط بالذرة او اقمح او الحلبة و يبلع هذا بكوب من الشاي الاسود ثم يذهبون الي الحقل و يقطفون ما قيمته مليما من خضار يشبة الخص ( يقصد الفجل ) و احيانا يأخذون معهم قليل من العدس او الفول و هذا مع شرب الماء يمثل الغذاء , بعض العمال يأخذون معهم شرش مملح ينتج بعد صناعة الجبن ملئ بالديدان التي تتقافز و تتراقص ( بقصد المش) و عدن العودة في المساء يتناولوا عشاء يشبه افطارهم تماما و ربما يأـكلون نوع من الخضروات المفروكة التي تشبة السبانخ ( بقصد الملوخية ) تطبخ لتصبح شوربة خضراء كثيفة . اما الاطفال فانهم ما ان يفطمون حتي يفقدون اوزانهم ليموتوا , و تبلغ وفقات الاطفال في مصر الثاني علي مستوي العالم
يقول ان المجتمع الانجليزي في مصر كان لا يهمه ولا يعنيه ما يحدث للفلاحين , بل يكتفون بعضوية نادي الجزيرة الذي هو حسب تعبيره قطعة حقيقية من اوروبا حتي ان منزله في القاهرة كان يطل علي النادي و علي نهر النيل و كان يقول انه لا يوجد مكان في العالم بعذا الجمال لدرجة انه الف فيه قصيدة شعريه !!!!, و لكنه يعود و ينتقد بشدة الانجليز اذ انه لا يفهم ذلك الشعور العجيب الذي يسيطر علي الانجليز عندما يأخذون كل شئ من بلد ما ولا يعطونة اي شئ بل و يتعاملون بتعال ٍ و غرور حتي مع المثقفين و المهذبين من ابناء البلد و يقول انه لهذا السبب فالانجليز ليسوا محبوبين علي مستوي عالم , و يلاحظ ان الانسان الانجليزي لا يتقبل الدعابة و الفكاهة التي يمتلكها المصريين
يعجبني كثيرا في هذا الكتاب و شخصية الدكتور عموما انه لم يكتفي بالتجزئة و نقد اوضاع المستشفيات فقط بصفته طبيب , انما وسع الدائرة و ادرك ان الفساد السياسي و غياب العدل و عدم الحرية هي من اهم الاسباب التي ادت لهذا الحال المتدهور في المستشفيات المصرية , و هذا يدل فعلا علي جودة التعليم الذي تلقاه هذا الطبيب و التي جعلت منه فعلا انسان صالح قادر علي الرؤية العميقة الغير سطحية للامر , فالكثيرين قد يفضلون فقط ان يستعرضوا و يستفيضوا في شرح المهازل الطبية فقط لا غير و لا يهتمون لاي شئ اخر و هي نقطة مفيدة للغاية لانها من ناحية اخري تفيد التأريخ الذي يكاد يكون غامض عن تلك الفترة المهمة في تاريخ مصر المعاصر
يحكي عن الفساد الضارب في اعماق السياسة المصرية , يقول عن النحاس باشا انه صديق عظيم لانجلترا و مطيع لكل رغبات السفير , حتي انه يذكر ان الدبابت الانجليزية حاصرت الملك لاجبارة لاعادة النحاس باشا للرئاسة الحكومة و الا خلعتة من منصبة فاذعن الملك مضطرا , يذكر انه كان يصرف مصاريف طائلة علي الاحتفالات و تسمي حفلات الشاي بديلا عن احتفالات الكوكتيل المنتشرة في انجلترا , و لكنه يقول انه لم يشاهد ابدا مصري يعود اخر الليل مترنحا من الخمر و ذلك لانها محرمة طبقا للشريعة الاسلامية , و و هذا كما يقول شئ يدعوا اي دولة في العالم ان تفتخر به ... و لكنها كانت تقطتع مصاريف تلك الاحتفالات الصاخبة الباهظة من خزينة الدولة , و يقول ان الفساد الاداري كان منتشر للغاية , فيكفي ان يترك احخدهم منصبة حتي تنفجر فضيحة ماليه ( اعتقد انهم تعلموا الدرس تلك الايام و اصبح لا احد يغادر منصبه حتي لا تتفجر الفضائح المالية :))
يروي ان مكرم عبيد باشا هو الانسان المخلص السياسي الذي وجده , وقد قام باصدار كتاب مصر الاسود الاول ( لان الكتاب الذي نتناوله هو كتاب مصر الاسود الثاني :) ) الذي صودر بمجرد صدورة , و يروي انه قام مكرم باشا بضربة معلم لانه كان يعلم ان الحكومة ستقوم بمصادرته ان عرفت ان هناك كتاب تحت الطبع ينتقد فيه الحكومة , و هذا بان ارسل نسخة مزورة من الكتاب لمطبعة مشهورة في القاهرة و ارسل نسخة حقيقية لمطبعة في الصعيد و حين اكتمل الامر اعلن انه سيصدر كتابه من دار النشر الفلانية في اليوم الفلاني فذهبوا و صادروا نسخ الكتاب المزورة و اثناء ذلك وصلت نصف دستة عربات تحمل الكتاب الاصلي و وجد كل وزير نسختة علي مكتبة و جن جنون الجميع بل و يقال ان هناك نسخ وصلت فلسطين و بلاد عربية اخري
كانت فضيحة مدوية و طالب السفير البريطاني من النحاس باشا ببيان ليحقق في هذا الامر , و يقول ان الحكومة ردت علي الاتهامات بشكل سخيف و لا يقنع احد , فالطبقة المتعلمة في مصر تكتشف بسهولة هذا الاسلوب الخادع و تسخر منه فالوزراء يملؤون افواههم بكلمات منمقة معسولة و الشعب يضحك في عبه .
و يقول انه من ضمن الفضائح الطيفة التي حدثت , استيراد معاطف الفراء للسيدة زوجة النحاس باشا , و من المعروف انها من اشيك نساء الشرق علي الاطلاق , فكان قد ابرق النحاس باشا للسفارة المصرية في لندن ان تشتري له خمس معاطف نسائية من فراء الثعالب الثمين قيمة الواحد 500 جنية استرليني ( هذا الملبغ لا يزال عالي في عصرنا المعاصر ,فما بالكم بعصرهم !!!!!) و لكنه نفي النحاس باشا هذا الادعاء و قال انه اوصي بشراء معطفين فقط قيمة كل منهما 14و 16 جنيها استرلينياً ... و لكن يقال انه عندما عاد النحاس باشا لمنزله فوجئ بعاصفة من زوجتة لانها تقول انه فضحها وسط الناس , فكيف يؤكد للناس انها تلبس معاطف قيمة الواحد منهم 14 او 16 جنيها استرلينيا فقط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! هذه فضيحة لها , و هزت هذه الواقعة الطريفة مصر من اساسها
يقول انه للاسف بعدما مرت الايام صدر بيان برلماني بطرد مكرم عبيد باشا منه لان ماقالة مجرد ادعائات رخيصة و هو مخالف للدستور . و اودع في السجن ... حدث هذا في مايو 1944 و لكن عندما اقيلت حكومة النحاس اكتوبر 1944 اخرج مكرم عبيد من السجن و اعيد لمنصبة كوزير للمالية في حكومة احمد ماهر باشا و لكن لسوء الحظ اغتيل هذا الرجل بعد توليه منصبه لاسابيع قليلة فاعتزل مكرم عبيد الحكومة... و يقول لاجل هذا كله استمرت مصر في كبواتها المتتاليه
, و يقول انه عرض في كتابه هذا عرضا مذهلا لكل مناحي الفساد المستشري و لم يكن احد ليراجعه لانه وزير المالية ,
يكفي انه يقول انه لم تكن توجد مياه للشرب و انه في مرة اخبره الامير محمد علي ولي عهد مصر انه كان يركب مركب نيلي الي الاسكندرية و رأي بنفسة جاموسة غارقة في الماء - علما ان تلك الترعة تغذي مدينة الاسكندرية باسرها و تمدها بالماء العذب - و بعد اسبوع كامل لاحظ ان الجاموسة لازالت في مكانها لكن بجوارها كلب ميت كأنما اتي ليؤنس وحدتها . ابلغ كل الجهات المسؤولة بهذا الامر و لكن لا حياة فيمن تنادي
يقول ان طعام الفلاح عبارة عن خبز مخلوط بالذرة او اقمح او الحلبة و يبلع هذا بكوب من الشاي الاسود ثم يذهبون الي الحقل و يقطفون ما قيمته مليما من خضار يشبة الخص ( يقصد الفجل ) و احيانا يأخذون معهم قليل من العدس او الفول و هذا مع شرب الماء يمثل الغذاء , بعض العمال يأخذون معهم شرش مملح ينتج بعد صناعة الجبن ملئ بالديدان التي تتقافز و تتراقص ( بقصد المش) و عدن العودة في المساء يتناولوا عشاء يشبه افطارهم تماما و ربما يأـكلون نوع من الخضروات المفروكة التي تشبة السبانخ ( بقصد الملوخية ) تطبخ لتصبح شوربة خضراء كثيفة . اما الاطفال فانهم ما ان يفطمون حتي يفقدون اوزانهم ليموتوا , و تبلغ وفقات الاطفال في مصر الثاني علي مستوي العالم
يقول ان المجتمع الانجليزي في مصر كان لا يهمه ولا يعنيه ما يحدث للفلاحين , بل يكتفون بعضوية نادي الجزيرة الذي هو حسب تعبيره قطعة حقيقية من اوروبا حتي ان منزله في القاهرة كان يطل علي النادي و علي نهر النيل و كان يقول انه لا يوجد مكان في العالم بعذا الجمال لدرجة انه الف فيه قصيدة شعريه !!!!, و لكنه يعود و ينتقد بشدة الانجليز اذ انه لا يفهم ذلك الشعور العجيب الذي يسيطر علي الانجليز عندما يأخذون كل شئ من بلد ما ولا يعطونة اي شئ بل و يتعاملون بتعال ٍ و غرور حتي مع المثقفين و المهذبين من ابناء البلد و يقول انه لهذا السبب فالانجليز ليسوا محبوبين علي مستوي عالم , و يلاحظ ان الانسان الانجليزي لا يتقبل الدعابة و الفكاهة التي يمتلكها المصريين
يعجبني كثيرا في هذا الكتاب و شخصية الدكتور عموما انه لم يكتفي بالتجزئة و نقد اوضاع المستشفيات فقط بصفته طبيب , انما وسع الدائرة و ادرك ان الفساد السياسي و غياب العدل و عدم الحرية هي من اهم الاسباب التي ادت لهذا الحال المتدهور في المستشفيات المصرية , و هذا يدل فعلا علي جودة التعليم الذي تلقاه هذا الطبيب و التي جعلت منه فعلا انسان صالح قادر علي الرؤية العميقة الغير سطحية للامر , فالكثيرين قد يفضلون فقط ان يستعرضوا و يستفيضوا في شرح المهازل الطبية فقط لا غير و لا يهتمون لاي شئ اخر و هي نقطة مفيدة للغاية لانها من ناحية اخري تفيد التأريخ الذي يكاد يكون غامض عن تلك الفترة المهمة في تاريخ مصر المعاصر
يحكي عن الفساد الضارب في اعماق السياسة المصرية , يقول عن النحاس باشا انه صديق عظيم لانجلترا و مطيع لكل رغبات السفير , حتي انه يذكر ان الدبابت الانجليزية حاصرت الملك لاجبارة لاعادة النحاس باشا للرئاسة الحكومة و الا خلعتة من منصبة فاذعن الملك مضطرا , يذكر انه كان يصرف مصاريف طائلة علي الاحتفالات و تسمي حفلات الشاي بديلا عن احتفالات الكوكتيل المنتشرة في انجلترا , و لكنه يقول انه لم يشاهد ابدا مصري يعود اخر الليل مترنحا من الخمر و ذلك لانها محرمة طبقا للشريعة الاسلامية , و و هذا كما يقول شئ يدعوا اي دولة في العالم ان تفتخر به ... و لكنها كانت تقطتع مصاريف تلك الاحتفالات الصاخبة الباهظة من خزينة الدولة , و يقول ان الفساد الاداري كان منتشر للغاية , فيكفي ان يترك احخدهم منصبة حتي تنفجر فضيحة ماليه ( اعتقد انهم تعلموا الدرس تلك الايام و اصبح لا احد يغادر منصبه حتي لا تتفجر الفضائح المالية :))
يروي ان مكرم عبيد باشا هو الانسان المخلص السياسي الذي وجده , وقد قام باصدار كتاب مصر الاسود الاول ( لان الكتاب الذي نتناوله هو كتاب مصر الاسود الثاني :) ) الذي صودر بمجرد صدورة , و يروي انه قام مكرم باشا بضربة معلم لانه كان يعلم ان الحكومة ستقوم بمصادرته ان عرفت ان هناك كتاب تحت الطبع ينتقد فيه الحكومة , و هذا بان ارسل نسخة مزورة من الكتاب لمطبعة مشهورة في القاهرة و ارسل نسخة حقيقية لمطبعة في الصعيد و حين اكتمل الامر اعلن انه سيصدر كتابه من دار النشر الفلانية في اليوم الفلاني فذهبوا و صادروا نسخ الكتاب المزورة و اثناء ذلك وصلت نصف دستة عربات تحمل الكتاب الاصلي و وجد كل وزير نسختة علي مكتبة و جن جنون الجميع بل و يقال ان هناك نسخ وصلت فلسطين و بلاد عربية اخري
كانت فضيحة مدوية و طالب السفير البريطاني من النحاس باشا ببيان ليحقق في هذا الامر , و يقول ان الحكومة ردت علي الاتهامات بشكل سخيف و لا يقنع احد , فالطبقة المتعلمة في مصر تكتشف بسهولة هذا الاسلوب الخادع و تسخر منه فالوزراء يملؤون افواههم بكلمات منمقة معسولة و الشعب يضحك في عبه .
و يقول انه من ضمن الفضائح الطيفة التي حدثت , استيراد معاطف الفراء للسيدة زوجة النحاس باشا , و من المعروف انها من اشيك نساء الشرق علي الاطلاق , فكان قد ابرق النحاس باشا للسفارة المصرية في لندن ان تشتري له خمس معاطف نسائية من فراء الثعالب الثمين قيمة الواحد 500 جنية استرليني ( هذا الملبغ لا يزال عالي في عصرنا المعاصر ,فما بالكم بعصرهم !!!!!) و لكنه نفي النحاس باشا هذا الادعاء و قال انه اوصي بشراء معطفين فقط قيمة كل منهما 14و 16 جنيها استرلينياً ... و لكن يقال انه عندما عاد النحاس باشا لمنزله فوجئ بعاصفة من زوجتة لانها تقول انه فضحها وسط الناس , فكيف يؤكد للناس انها تلبس معاطف قيمة الواحد منهم 14 او 16 جنيها استرلينيا فقط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! هذه فضيحة لها , و هزت هذه الواقعة الطريفة مصر من اساسها
يقول انه للاسف بعدما مرت الايام صدر بيان برلماني بطرد مكرم عبيد باشا منه لان ماقالة مجرد ادعائات رخيصة و هو مخالف للدستور . و اودع في السجن ... حدث هذا في مايو 1944 و لكن عندما اقيلت حكومة النحاس اكتوبر 1944 اخرج مكرم عبيد من السجن و اعيد لمنصبة كوزير للمالية في حكومة احمد ماهر باشا و لكن لسوء الحظ اغتيل هذا الرجل بعد توليه منصبه لاسابيع قليلة فاعتزل مكرم عبيد الحكومة... و يقول لاجل هذا كله استمرت مصر في كبواتها المتتاليه
, و يقول انه عرض في كتابه هذا عرضا مذهلا لكل مناحي الفساد المستشري و لم يكن احد ليراجعه لانه وزير المالية ,
1 comment:
مقال هائل، وكتاب أكثر من رائع
شكراص جدا على مجهودك الرائع في عرض الكتاب
Post a Comment