كما ذكرنا من قبل ان كلية الجراحين و كلية الطب في انجلترا تأسست عام 1460 , 1518 ( متزامن مع سقوط غرناطة او في نفس الحقبة الزمنية ) اما الطب في مصر في العصر الحديث ( لا نتحدث عن ايام الحضارة الفرعونية ) فهو شئ للاسف عجيب للغاية
كانت تعتمد علي الدجل و السحر و الشعوذة و التطير ,و كان يمارس تلك المهنة الحلاقون و العجائز من النساء و كانوا محاولون شفاء المرضي عن طريق الاحجبة المكتوب عليها ايات من القران الكريم او الانجليل ( حسب ديانة المريض فالامر عبارة عن عادات و تقاليد مصرية و يطوعون الدين ليتماشي معها ) و كانوا في بعض الاحيان يلبسوا خيط رفيع به قطعة من عظمة يهودي للنجاه من الحمي , و لشفاء دمل في العين يجب علي المريض ان يأكل لقيمات من الخبر حصل عليه من اهله من سبع نساء كل منهن اسمها فاطمة . و هناك ايضا عاداع عجيبة لصرف عين الحسود من ضمنها الاحتفاظ بقرد في المنزل ...
و قد شاهد دكتور ساندوتش وسيلة عجيبة لاعادة ورك ساق مريض مخلوع الي مكانة , فامر المجبراتي بربط الساق علي بطن بقرة نصف جائعة ثم تطعم تلك البقرة فيؤدي الانتفاخ التدريجي لبطن البقرة في استعادة ساق المريض لوضعه الطبيعي
بداية دخول مصر للحقبة الطبية العلمية يعود الي محمد علي باشا , عندما استدعي كلوت بيك Antoine Barthelémy Clot
عام 1842 فقد بني مستشفي و مدرسة للطب نقلت بعد ذلك للقصر العيني و كانت من المشكلات العويصة التي يقابلها لغة التدريس و المعارضة الحادة التي يلقاها عندما يفكر في تشريح جثة , و قد تغلب علي العقبتين و لكن بشق الانفس ...
كان الوضع الصحي في مصر بالغ الفوضي , و لذلك انشأ كلوت بيك الصيدليات و درب القبالات ( الدايات ) و المستوطفات و اماكن لحجز نت يشتبه في انه مصاب بمرض معدي و استقدم من الخارج طعم الجدري (غير الجديري المائي ) و لكن لم يعجب البعض الحال و ما فعله كلوت بيك فظهرت الوشايات فلم يملك الا انه قدم استقالته عام 1849 ... و بعد الاستقالة بخمس سنوات 1854وصل الحال في مدرسة الطب للدرك الاسفل فامر سعيد باشا ( حاكم البلاد ) بالغاء المدرسة و تجنيد طلبتها في الجيش و كان هذا الخبر صاعقا علي رأس كلوت بيك , فكان يقول : "اهم ما صنعته في حياتي ها هو يتم تدميره في يوم واحد "
و لكنه لم ييأس , اعاد افتتاح المدرسة عام 1856 و لكنه تعرض للاهمال مرة اخري
( فترك مصر نهائيا عام 1859 لم يذكر الكتاب هذا و لكني بحثت ووجدت قطعة ثمية لمن يريد الاستزادة في تاريخ الطب http://209.85.229.132/search?q=cache:o3yJXhY3XI0J:www.ishim.net/Articles/Pioneer%2520Arab%2520Physicians%2520during%2520the%252019th%2520Century.docx+Pioneer+Physicians+of+Arab+Medicine+in+the+19th+Century&cd=3&hl=en&ct=clnk&gl=eg )
و بعد دخول الانجليز لمصر عام 1882 وصف االدكتور ساندوتش حال المستشفي وصف مرعب حقا لا اريد ان اطيل فيه الا انه لم يكن هناك تعقيم في العمليات و لم يكن هناك تخدير لا تواجد اواني للاكل ,و كانت النظافة متدنية للغاية , فكانت ملايات الاسرة تعود من المغسلة بالقمل , و الثعابين تسكن شقوق جدران المستشفي و الحمام كان جحيم لا يطاق ... يقول دكتور سيسيل انه وصف مريع و لكنه للاسف حقيقي تماما ً توالي المدراء علي تلك الكلية , فعين عيسي حمدي باشا – تركي – مديرا للمدرسة و كان طبيبا خاصا للخديوي و اداري ناجح و لكنه قدم استقالته لان احد الوزراء اراد تعيين قريب له غير كفئ فاستغل غياب الدكتور عيسي و عينوه دون اخباره . و منذ عام 1898 حتي عام 1919 عين دكتور كتنج – ايرلندي – مدير للمستشفي و للمدرسة ... و كان عهده يعتبر العصر الذهبي للكلية و لكن كالعادة لم يسلم من المكائد فقدم استقالته و حاول من بعده دكتور ولسون ان يقاوم الفساد و لكنه لم يفلح , فاستقال و خلفه دكتور مادن الذي انتحر من اليأس من عدم تمكنه من فعل شئ . و في عام 1929 عين اول مصري لرئاسة المستشفي و المدرسة
**********************************
يحكي ان مجلس الكلية وصفه يقع خارج قدرات قلمه , فالجميع يتحدث في وقت واحد و العميد يسجل في الاوراق التي امامه نتيجة التصويت من قبل ايبدأ النقاش و الاقتراع و اخذ الاصوات , و عندما اقترحوا ان لا يسمح الا لطبيب واحد فقط في الحديث اعترضوا بحجة ان هذا ضد مبدأ حرية الرأي و التعبير ... اعتقد انه ليس من الجميل ان استمر في سرد كل هذا الظلام في هذا الجزء و من اراد الاستزادة فليشتري الكتاب حتي يستعرض تاريخنا الواقعي المشرف ..... و لاحاول ان آتي الي فقرة اكثر اشراق و جمال
و فعلي الرغم من ذلك كله الا ان الدكتور سيسل لم يفقد موضوعيتة و ذكر في كتابه بعض نماذج من الدكاترة ممن قابلهم في مصر , و هو يقول انهم اناس راقين رائعين و مذهبين و لا يقلوا في الرقي و الحضارة عن ابناء انجلترا ...
يقول ان الدكتور برنارد احب الطلبة و تقرب اليهم فبادلوه الحب و الود , و عندما كان يساله احدهم هل انت قريب برنارد شو العظيم فيقول بل انا برنارد العظيم نفسه :) و لم يكن مخطئ فهو علامة و حجة في الطب
يذكر ايضا دكتور عزمي سليمان باشا , فهو يذكرة بالجنتلمان الانجليزي و لكنه يمتلك مرح المصريين علي الرغم من اصوله التركية , لدية مزرعة في الهرم و هو يذكره بشخصيات العصر الفيكتوري
دكتور عزمي جورجي , مصري قبطي رقي الي منصبة كرسي الطب الباطني بعد دكتور عبد العزيز , و هو علي الرغم من مهارتة الشديدة الا انه يعتبر حجة في اللغة القبية و الادب
و يقول انه من اكثر الشخصيات التي احبها و تفاعل معها دكتور عبد العزيز اسماعيل باشا ,حاصل علي درجة زمالة من لندن و هو طبيب بارع بحق , و يعرف بانه انسان متدين حقيقي فهو حجة في تفسير القران الكريم و هو غير مهتم بحضور اجتماعات مجلس الكلية , و لكنه يقول انه به ميزة كبري و هي انه لا يرفض النصيحة و يعود للحق ان اقتنع انه كان علي خطأ , يحكي انه اثناء امتحان البكالوريوس هجر الامتحان للذهاب للكشف علي مريض فقير في عيادته , ووقع علي دكتور سيسيل عبئ الامتحان بمفرده و كان هذا اكثر من قدرة سيسيل فأخبر العميد و عندما عرف دكتور عبد العزيز ما حدث هاج و ماج و غضب و قال انه مستقل ولا يهمه احد و ان دخله من عيادتة الخاصة مجزي ولا يهمه دخلة من الجامعة ...و عندما قال له د.سيسيل بهدوء انه كذالك سوف يصبح مثلا سيئا لمن هم تحتك و سوف يحذون حذوك و لن ينتظموا في تصحيح الامتحانات ابدأ
ففوجئ انه بدلا من الاستمرار في ثورته جلس د عبد العزيز و تفكر في الكلام و قال له معك حق , ووعده ان هذا لن يتكرر و فعلا لم تتكرم نه تلك الواقعة ابدا.
يقول ان دكتور عبد العزيز تلقي تحذير بالموت ففي صباح احد الايام رأي في حلم ان عم متوفي له منذ زمن اتاه و قال له استعد و اجزم حقائبك لانه سيغادر العالم و فعلا بعد الافطار سقط ميتاً و كتب دكتور سيسيل فيه قصيدة رثاء في ذكري وفاته الاولي
No comments:
Post a Comment