Thursday, July 3, 2008

من بساطة المادية الي رحابه الانسانية و الايمان

نأتي للفصل الرابع و الاخير من العوامل التي اثرت في تكوينه و هذا الفصل يكون عبارة عن تمهيد للافكار الصرفه التي سوف يتكلم عنها المؤلف رحمة الله عليه في الفصل الثاني من كتابه "عالم الفكر"ب"


ينقسم الفصل الي 13 قسما
تأكل النموذج المادي
الدين و الهوية
الفردية و النسية
العقلانية المادية
الامبريالية و العنصرية
الديمقراطية
الجنس و المجتمع الامريكي
الاستهلاكية و الامبريالية النفسية
العلم و التقدم
الروحي و المادي
بداية الانتقال
الام الانتقال
الايمان و مقولة الانسان

*****************************************************************************

تأكل النموذج المادي

ادرك ان النموذج المادي التحليلي يعجز عن الاحاطة بالظاهرة الانسانية المركبة , لأن الانسان مختلف عن بقية المخلوقات حتي و ان عاش معها في نفس البيئة

الخطاب الفلسفي الغربي يعني بالطبيعة = المادية ... و ان وجود الله هو الضمان الوحيد لوجود الانسان الانسان لانه لو غاب الله لكان كل شئ مادي يخضع لنظريات والعمليات الحسابية فقط دون الادراك الحقيقي لما يميز و يفسر ظاهرة الانسان

فلابد من ادراك هذا جيدا عندما نتحاور مع الاخر و هذا في رايي فهم ممتاز لانك قد تستخدم كلمة لها مدلول في ذهنك يناقض تماما المدلول الذي تدلل عليه نفس الكلمة عند الاخر

*يقدم المسيري ايضا نقضا مهما للفلسفة الغربية التي تتداعي ان الانسان هو المرجعية المطلقة والنهائية للقيم , فهو يقول ان الانسان ليس مركز الكون , و لكنه وضع في مركز الكون ... و هو ليس مالك الطبيعة و لكنه خليفة فيها من قبل خالقها ... و اعتقد ان هذه المفاهيم من المفاهيم التي تهدم الفكر الغربي من اساسه و نستطيع من خلالها بناء فكر مناهض تمام للمنظمة الواحدية ... و هي من اهم المبدأ في رأيي علي الاطلاق .

شرح مهم ايضا للفارق بين الثنائية و الاثنينية ... فالثنائية وجود عنصران متكافئان او غير متكافئين , و مع ذلك يتفاعلان و يتدافعان ... اما في الاثنينيه او الازدواجية , فهما عنصران مختلفان تماما و يكادان ان يكونا متعادلين . ( مثل اله الخير و اله الشر ) و لذلك ندخل في صراع ازلي , و نعود للواحدية مرة اخري ... سبحان الله كنت افكر في هذا المعني منذ فترة ... ووجدت ان الصياغة الافضل لدي المسيري و لهذه العلاقة الثنائية سميت المدونة جناحي الطائر ... لان العلاقات دائمة الثنائية و ليست كل قيمة منفصلة و مستقلة بذاتها ... و اعتقد ان نفس هذه الفلسفة الواحدية , هي ما يريدون تطبيقه علي علاقة الرجل و المرأة ... و هي مدمرة لحد كبير , فليس الاثنان مستقلان تمام الاستقلال لا يرتبطان ببعضهما البعض الا لقضاء الرغبة الجنسية فقط و لكن الامر اعقد فالاثنان لازمان للحياة و لاستمرارها عموما , وما بينهما علاقة تدافع و تكامل و ليست علاقة نفعية مادية تعاقدية قائمة بين شيئين منفصلين كل طرف قائم بذاته )

* يناقض الغرب ايضا في فكرة ان الكون كل شئ فيه مطلق ... بل انه يقول بان الكون فيه المطلق و النسبي - و هي نفس النظرية ثنائية القطب التي يتحدث عنها دائما بيجوفيتش

* اعاد ترتيب فكره لانه وجد نفسة يفكر حسب النموذج المنادي الظاهري و لكنه في نفس الوقت يفكر و يراقب سلوك الاخرين حسب ا لنموذج الانساني الباطني ... فوجد تضارب و صدمات توجه الي منطقه شيئا فشيئا

اولا حينما اراد الارتباط بزوجته
عرف ماركس الزواج انها علاقة اقتصادية مفعمة بالحب ...اي انه استخدم مقياسين ... واحد مادي و اخر غير مادي ( النموذج الظاهري و الكامن ) رغم انها كانت طبقيا و فكريا مختلفه عنه الا ان والدته حلت له معضلة الزواج منها عندما سئلها عن امر زواجه و شرح لها كل المعطيات و الاشكالات التي تواجهه , فقالت له : هل تشعر بالبهجة عندما تتكون معها ؟ و بهذا السؤال حلت له كثيرا مما اثقل به كاهله تجاه فكرة الزواج و جعله تدريجيا يقيس الاشياء بمقياس غير المقياس النظري .

وثانيها حينما انجبت زوجته طفلتهما الاولي نور فتعلقت زوجته بالطفلة بشكل جنوني و شعر انه تم هجرانه من قبل " زميلة الدراسة و الزوجة و اصبح علي الهامش ) و لكنه نفهم الامر فيما بعد , و ايضا عندما ارادت زوجته ان تتفرغ لتربية الطفلة و تترك رسالة الدكتوراه ...فصدم تماما لانه كان مؤمن بالمساواة بين الرجل والمراة و ان المقياس للانجاز الفرد هو المقياس المادي ... و لكنه لم يكن قد وضع الطفله ابنته و احتياجاتها في الحسبان ,
و يصف تأمله لابنته ببراعة شديدة قائلا:"بدأت اتأمل هذا الكائن الجديد الذي دخل حياتي , هل يمكن ان يكون كل هذا نتيجة تفاعلات كيميائية و انزيمات و غدد و عضلات ؟ هل هذا الكل الانساني هو مجموع اعضاؤه المادية و ثمرة المصادفه ؟ ام ان هناك شيئا بتجاوز السطح المادي ؟؟؟ هل الانسان فعلا جزء من الطبيعة ( المادية ) لا يفصله عنها فاصل خاضع لقوانينها و اهوائها , ام ان فيه اسرار و اغوار ؟

ثالثا عند مجيئ ابنه ياسر فكان يتصور انه هو و زوجته قد تدربا علي تربية الاطفال تماما و لكنهما اكتشفا العكس , لان كل كانت ميول مختلفة عن الاخر ... و هكذا اقتنع ان الاسرة لها اهمية في عمليه تنشئة الابناء , اذ لا يمكن لمؤسسة لتفي باحتياحات الطفل النفسية , و التي تختلف من طفل لاخر .

****************************************************************************

الدين و الهويه

انطلاقا من المفهوم المادي للدين يعرفه علي انه مجرد جزء من البناء الفوقي ولا يمكن رده للبناء التحتي - المكون الاساسي المادي للانسان و انه - اي الدين - مجرد قشرة و ليس له اهمية في حد ذاته في التصنيف
و ان المعيار الوحيد للتصنيف هو الاقتصاد , و ان الدين افيون الشعوب كما يقول ماركس

و لكنه لاحظ ملاحظات عده قوضت هذا الادعاء ,
ان اغلب اصدقاؤه كانوا من اصل كاثوليكي او يهودي ( لانهم كانوا ملحدين او غير مكترثين بالدين و لكنه يتحدث عن الاصول ) و هذا لانه لاحظ ان العقيدة لكاثوليكيه تشجع علي الانتماء للجماعة و الاحساس بالاخر .... و اصبح يلاحظ سلوكيات الطلبة و يستنبط انتماءاتهم و كان في اغلب الاحيان محقا.

و يقول ايضا ان سر حبه لمصر الجديدة التي سكن بها بجوار كلية البنات يكمن في روعة معمارها الاسلامي البلجيكي , بكل شئ فيها من تداخل المناطق السكنية و التجارية دون طغيان احدهم علي الاخر و انه لم يعجبه المعمار في المعادي( حيث ان كل فيلا منعزلة عن الاخري باشجار كثيفه , و عندما قارن وجد ان من اسس مصر الجديدة بلجيكيين كاثوليك و ان الذي اسس المعادي انجليز بروتستانت . ( لا ادري ما سر هذا التناغم في التفكير و الاحساس و لكني علي المستوي الشخصي للوهلة الاولي التي جلت فيها في مصر الجديدة و تعرف فيها عليها منذ حوالي عام عندما انتقلت الي عملي الجديد الذي احصر ان يكون بعيدا عن سكني كي اكتشف اماكن جديدة علي فتنت حقا بمعمار مصر الجديدة الرائع و لكني لم افكر بمثل هذا العمق عن سر الولع و ايضا نفرت تماما من معمار المعادي لاني كنت اذهب لزيارة اصدقائي هناك و طبعا لم اكن قد قرأت هذا الكتاب منذ عام كي اشكل وجه نظري بناء علي خلفية مسبقة)

و لاحظ ايضا السيرة الذاتية للامريكي المسلم مالكولم اكس - الحاج مالك شاباز - و انه كان منغمس في المادية تماما ( كان قواد و مهرب للمخدرات ) و لكنه عندما تعرف الي الاسلام عند دخوله السجن, و تغيرت حياته رأسا علي عقب حيث ادرك الطبيعة الجماعية للاسلام و رفض العنصرية ... و يكتشف انه يمكنه ان يحقق المساواة دون الغاء التنوع . ( تجد هذا واضحا للغاية في تنوع المعمار للمساجد في مختلف بقاع الارض ... فمسجد الحمراء في الاندلس مختلف عن المساجد في دمشق عنها في البوسنة عنها في الصين فكلها مساجد و لكن لكل بلد معمارها الخاص بها فيه ... و لكن للاسف الامر ليس واضحا تماما لأن الاله الاستعمارية كانت تدمر مثل هذه الكنوز الانسانية حتي تفصل الاسلام عن التاريخ و خاصة في الاندلس - اسبانيا - و بغداد - التتار - و البوسنة )

كانت لهذه التأملات بالغ الاثر في ان يقتنع ان الدين ليس مجرد قشرة و لكنه جزء من الكيان والهويه . و ان الدين له فاعلية في عالم الواقع و ليس جزءا مغلقا من عالم الغيبيات ... الدين جزء من الكيان التاريخي الانساني و ليس منفصل عنه ( اعتقد ان هذا يتجلي تماما في تاريخنا الاسلامي عندما كانت كل الدولة الاسلامية اسمها الدولة الاسلامية و لم تكن قد قسمت بعد الي عدة دويلات ... و ان العلماء كانوا علماء مسلمين , و كان صلاح الدين ( الكردي ) يأخذ جنودا من مصر ليحارب بهم الصليبيين في القدس ... هذا هو قمة تمثيل الكيان التاريخي)

****************************************************************************

الفردية و النسبية

يقول الكاتب , ان الحضارة الغربية اعتمدت علي النموذج العقلاني المادي , مع استبعاد كثير من العناصر الانسانية و الاخلاقية , و هذا لتبسيط الواقع بهدف سهولة التحكم فيه ... فليس من السهل التحكم في وقع معقد يمتلئ بالمعايير الانسانية المعقدة ... و لكن علي الاصعدة الاخري ظهرت اخفاقات اخري

" و التساؤل الذي اطرحه هو : هل يمكن ان تؤدي الاخفاقات العظيمة من الناحية الانسانية في الحضارة المادية الغربية الي رده في النموذج المهيمن , كما حدث في العصور الاوروبية الوسطي حينما كانت الكنيسة مهيمنة تماما و الغت العقل و العلم فحدثت رده من الروحانية و الكهنوتية الي النموذج المغرق في المادية ؟؟؟ اعتقد ان الردة التي سوف تحدث سوف تكون هذه المرة اكثر تكلفة لانها اولا عليها ان تصارع النموذج الذي يرفض الانسانية و يعترف بالمادية فقط و لكنه سوف يكون اكثر نضجا - لان التاريخ اثبت ان الروحانيات المطلقة مدمرة "مسيحية القرون الوسطي " و ان المادية المطلقة اكثر تدميرا - "زمن ما بعد الحداثة القادم " و ان النظام القادم سوف يكون للنظام الذي يحمل المطلق والنسبي معا و الذي يدعم الانسانيات دون ال اغراق فيها ... النموذج دي القطبين الاثنين ... و هو الاسلام "

* يعتقد الجميع - و كان علي رأسهم الكاتب " ان النموذج الغربي هو نموذج الحضارة الفردية , و التي يتنصر فيها الانسان علي ما حوله و تكون المرجعية النهائية لذاته ... و لكنه عندا ذهب وجد هناك نمطية مذهل في الحياة و ان كل شئ تم ترشيده تبعا لخطة مسبقه , فكل شئ يخضع للتجهيز المسبق " ضرب مثل بوظيفة مخرج الافراح , و الذي يكون مشرفا علي كل شئ و صاحب الفرح نفسه لا يملك من امره شيئا ليغيره "
و ضرب امثال علي هذا الامر بمطعم الوجبات السريعة النمطي , حفلات الكوكتيل الخاصة بالعمل حتي انهم في هذه الحفلات كانوا يوظفون حياتهم الخاصة لدفع حياتهم العامة , علي العكس مما حدث عندما دعي عضوات هيئة التدريس بكلية البنات . ففوجئ ان الجميع حضر مستقلات و حياتهن العامة لا علاقة لها بحياتهم الخاصة و هو قمة الاستقلال الحقيقي في رأيه " و لكني اري ان الامر لم يعد يختلف كثيرا الان في مصر , فالمادية حقاً طغت بشكل كبير للواقع الاليم الذي نعيش فيه "
يري ان اكثر الامريكيين يحولون ملبسهم و اطعمتهم و سلوكهم حسب ما يمليه عليهم الاعلام , و قد عرف احد الغربيين الحداثة انها "مقدرة الانسان علي ان يغير الانسان قيمه بعد اشعار قصير "
و يري ايضا ان المجتمع الحديث الذي يزعم انه يدافع عن الفردية , يقوم في واقع الامر بهدمها و تذويبيها ( كان يسميها التمركز حول الذات الذي يؤدي الي التمركز حول الموضوع ) و يضرب مثلا بالموضه ... فمن يريد ان يرتدي علي احدث موضة هو انسان متمركز حول ذاته فقط , و لكن المفارقة انه حينما يفعل ذلك يكون قد تخلي عن فرديته تماما لان عليه ان ينفذ اوامر مصمم الازياء بحذافيرها " المودة كدة السنة دي " اي انه يتمركز حول الموضوع .
يقول انها مجتمعات شموليه نجحت في ان تجعل الجماهير تستبطن الرؤية السائدة في المجتمع , و تسلك حسبها دون قمع بوليسي براني , بحيث يري الانسان الهدف من الحياة هو زيادة الانتاج و الاستهلاك .
و بدلا من ان تجعل النسبية الانسان اكثر ثورية ... جعلته شخصية محافظة رجعية قادرة علي التأقلم و التكيف مع الاغلب والاعم ,
* يقول ان هذا الامر حادث لان اغلب الناس ليس عندهم نقدية عالية ووعي بالذات و تستمد صورتها لنفسها من الاعلام ( الموضة و تقليد الفنانات و ما الي ذلك )

"لماذا حدث هذا ؟ في وجه نظري ان طبيعة الانسان الانسانية للغالبية العظمي من الناس تغلب عليهم , حتي و ان انكر وجودها و مع غياب القيم و المرجعيات الثابته التي كانت تحمي انسانية الانسان , و رغبة هذه الطبيعة في فرض نفسها من ناحية اخري ادت الي تحول الانسان الي مسخ ضائع بلا هوية و عندما تحاول انسانيته الظهور في عالم مبني علي القيم المادية , يكون الامر كأبشع ما يكون "

* لم تحقق الوفرة حرية الاختيار ... و لكنها سلبتني اياها و تكيفت دفاعا عن نفسي فهو احتار مع وجود كم رهيب من القهوة ايهم سوف يختار - من اربعين صنف - ثم ان عمل خلطات فايهم الافضل ؟؟؟ و مع وضع التباديل و التوافيق يعرف انه من المستحيل تجربة جميع الاصناف جميعا ليختار من بينم , علاوة علي ذلك انه بعد خمسة تجارب فسوف ينسي حتما مذاق النوع رقم واحد " طالما الحت علي هذه الفكرة تحديداً و كنت افكر في ان الانسان مهما رغب فهو محدود و له طاقة معينه للشئ ان زادت عن الحد اتقلب الامر الي ضغط نفسي عليه ... اجد هذا الامر متمثل في شكوي الكثيرين من زيادة اعداد المدونين بشكل مضطرد و عدمالقدرة علي متابعة كل هذا العدد و التعليق في وقت واحد , و ايضا في انه عندما يزيد عدد الفتيات في نطاق اجتماعي مثل الحياة الحديثة في المدنية في الجامعة فان الاختيار من بينهن من تصلح كزوجة سوف يكون اصعب ... فكلما توسعنا توسع افقي ( زاد العدد ) قل التوسع الرأسي ( عدم استطاعتها الالمام و معرفة الناس بشكل عميق و لكن فقط بشكل سطحي "

* موضوع عدم وجود مرجعية ثابته و ارضية مشتركة يقوض كل شئ ( استضافة برنامج لرجل و زوجتة و عشيقه الشاذ و الابناء و ان الجميع موافقون علي هذا الوضع الغريب , و عدم استطاعة الجمهور نقد هذا الوضع الغير سوي لانهم لو اعترضوا فسوف يكونوا قد تدخلوا في حرية الرجل الشخصية , و لكن احداً استطاع ان يجد ثغرة انا لابناء ليسواف ي سن قانوني كي يوافقوا علي هذا الوضع و بدأ الهجوم عليهم من كل حدب و صوب )

* التواصل الانساني لا بد ان يكون مليئ بالدفئ و الانسانية و السماحة مع الاخرين و ليست الدقة الصلبة ( موقف كم الساعة ؟:) )

* كان يرصد بالاحصائات ان الشعب الامريكي لا ينعم بالسعادة رغم توافر كل شئ له , و ان الالمان اكثر الشعوب تشاؤما , و ان الامريكيين يقضون وقتا مع المعالج النفسي و هو اصبح شئ عادي في الحياة الامريكية ... كم ا لشباب المدمن و ان 35% من شباب امريكا ان ذاك مصابون بالمراض نفسية , النسبة المذهلة التي يستهلكا الامريكان من الحبوب المهدئة

و يقول انه من القصص الحزينة التي توضح غياب المفهوم البشري و كيف انها تحول الانسان الي شخص غير قادر علي الحكم , طالبتة المتفوقة الثورية في جامعة ريتجرز , و التي كانت تحصل علي تقديرات عاليه في النفص الدراسي الاول ,ثم فوجئ بتراجع تقديراتها و عندمااستدعاها الي مكتبة , قالت : ان زوجها يحضر صديقته معه الي المنزل , و ينامان معا علي السرير في غرفة نومها فتضطر هي الي النوم علي الاريكة في الصاله . و لكنها بدلا من ان تعبر عن اي مشاعر انسانية فطرية قالت بموضوعية شديدة " ان الاريكة في الصالة غير مريحة , و لذلك فهي لا تستطيع النوم " فأخبرتها ان عليها اذن ان تشتري اريكة جديدة مريحة , فنظرت الي و قد ادركت انني فهمت ما لا تريد البوح به .


* الكارثة التي اري اننا اصبحنا ننجرف فيها بشكل او باخي هي "انكار المركز و الاساس " كما يقول فقد جائة صحفي امريكي و كان يرفض بحزم اي شكل من اشكال التعميم , لانه اعتبر ان التعميم لا يشير الي حالات واضحة , و مثال ذلك انكر وجود اي وطن بما في ذلك الولايات المتحدة , و فككها الي التضاريس الجغرافية و الانهار و ما الي ذلك ... و لكن الدكتور المسيري ناقشة لان قدراً من التعميم مهم للتواصل الانساني , و كان النقاش معه لا يجدي و في النهاية طرده من مكتبه و قال له لابد ان تتر عملية الطرد انها مجرد خروج لان مفهوم الطرد معمم للغاية والتعميم لا مبرر له !!!!
و هذا المفهوم الذي اصابه الشطط قد ادي ان يكون الفن غاية في الاباحية و العنف ... و يضرب الكاتب امثلة عديدة علي شطط الفنون و انها في النهاية لا تصمد ولا يذكرها احد كقيمة فنية حقيقية

انتشر ايضا نتيجة لهذا الفكر فكر النسبية السائلة - كل شئ نسبي - و ينبني علي هذا الفكر الاهتمام بالابيئة و بكل الاقليات و الاعتراف بالشذوذ الجنسي و يري الكاتب ان بعض هذه الافكار خير ولا شك و لكن البعض يعبر عن رؤية مغالية في النسبية ... و ايضا الطريقة التي يدعي اليها هذا الخطاب طريقة متعصبة و ارهابية للغاية ( نفس الاشكالية التي واجهتها و اقحمت بها السويدية التي حدثتها و كانت تصر علي جري الي فكرة ان الاسلام يقيد الحريات لانه لا يعترف بالشذوذ و قالت لي انها تود لو تضع كل المسلمين في السجن لانهم ضد الحرية فعقبت عليها بمنتهي الهدوء و قلت , انها علي الرغم في انها تختلف معي في انها تقبل بالشذوذ و انا ارفضة الا انني لم افكر مطلقا في وضعها في السجن و اتقبلها لاني لا املك وصايه علي احد او حجر علي حرية فكر احد,و لكنها لا تتقبلني وهي بذلك تقع في اشكاليه انها تتعصب و تمتلك الحقيقة المطلقة و من يخالفها تكرهه و تريد وضعة في السجن ... فصاحت بانها لا تريد اكمال المحادثة معي :))

*ثمت مقوله اخري تعلمناها عن الحضارة الغربية و هي انها حضارة الاحساس (الجواني و الفردي بالذنب ) اما حضارتنا فهي الاحساس ( البراني و الجماعي ) بالخجل او العار , و الافتراض الكامن هو ان الانسان الفرد ,انسان من الداخل و لذلك فهو اكثر تحضرا , اما هذا الذي يتم ضبطه اجتماعيا من الخارج بشكل دائم , فهو ليس كائنا فرديا , و من هنا فهو انسان غير متحضر . و لكن اسطورة احساس الفرد بالذنب قد تبخرت هي الاخري بغته عام 1977 حينما انقطع التيار الكهربائي عن نيو يورك بضع ساعات ... و بدأ الناس ,بيضاً و سوداً , يتحركون كالقطيع و يقومون بنهب كل ما تقع عليه ايديهم دون سبب واضح . و من هنا استنتج ان ا سطورة الظبت الجواني حل محلها الضبط البوليسي الكهربائي .

* يوضح الكاتب مسطلح غاية في الروعة و هو مسطلح " النموذج المهيمن " و هو انه لا يأخذ او يقيس الامريكيين علي قياس واحد ... فهذا يعتبره ايضا تبسيط مخل , لان حياة الافراد العاديين اكثر تركيباً و اكثر انسانية من النماذج , فالشخص العادي يستمد قيمة من المسيحية او بقايا المسيحية بعد علمنتها , و هناك ايضا الكثير من المفكريين الغربيين الذين ادركوا خطورة هذا النموذج المهيمن الذي ينتقده و حاولوا تهذيبه , و هناك من رفضه تماما فهمش نفسه ... و يوضح ايضا انه ليس من دعاه الاطلاق في الراي فهو يؤمن بالنسبية الاسلامية " و هو ان الانسان يؤمن بوجود مطلق واحد و هو الله سبحانه و تعالي و ما عدا ذلك فهو اجتهادات انسانية .

يري ان المنطق النسبي هو منطق رجعي !!! و يحلل الامر بشكل رائع حيث يقول ان النسبية تجعل الانسان يتخلي عن ثوريته ... و عن الايمان بمقدرة الانسان علي تجاوز الامر الواقع لما ينبغي ان يكون ... (فالتجاوز يفترض اختيارا , و الاختيار يعني المفاضلة , و المفاضلة ينبغي ان تستند الي معايير ثابته ) و يبين الكاتب في نهاية القسم خطورة النسبية لانها ببساطة تسوي بين كل شئ و تجعل الانسان بلا مرجعية و قيم ثابتة فتبعيات هذه الفلسفة جد خطيرة للغاية .

--------------------------------------
أكتفي بهذا القدر من هذا الفصل لانه حقاً كبير للغاية ( 128صفحة و كل كلمة لها ثقلها) حتي تكون القراءة سهلة و ان شاء الله استكمل بقية الكتاب في تدوينات اخري

Thursday, June 5, 2008

ينقسم هذا الفصل الي عدة ابواب
1- مواجهه فكرية اولي
2- جامعة كولومبيا
3- جامعة رتجرز
4- بعض من عرفت في الولايات المتحده
5- الثورة في امريكا
6- العودة لمصر و الذئاب الثلاثة
---------------------------------------------------------------------------------------------

مواجهه فكريه اولي

يحكي الاستاذ المسيري عن ان بعثتة الاولي لم تكن للولايات المتحدة و لكنها كانت الي انجلترا ... و لكن حدث شئ مصيري و عارض غير الوجهه و جعلها للولايات المتحدة - و كان هذا من حسن حظه

فكانت في هناك مقابلة مع دكتور في جامعة كمبردج و تصادم معه فكريا فمنذ البداية كان قد طرح بجراءة وجه نظرة عن موضوع العام و الخاص و انه لابد من قدر من التعميم للتعامل مع الاشياء و المعطيات و ليس الاغراق في الخصوصية ,و كانت هذه وجة النظر تتعارض شكلا و موضوعا مع الاستاذ المتحن في كمبردج

اعجبني موقف الاستاذ المسيري لانه لم يلعب دور المبهور بالحضارة الغربية و الافتتان بها و لكنه كان يقول ما يمليه عليه فكرة و كان يعتز بفكره بشدة حتي و ان بدا انه تسبب في نقله و عدم دخوله للكلية التي يريد الالتحاق بها


و قد صدق حدس الاستاذ المسيري , لانه علم فيما بعد ان هذا الاستاذ الغير المرن انعزل تماما و لم يعد هناك له اي طلبه يحملون فكره

جامعة كولومبيا


عندما ذهب لجامعة كولوكمبيا في اولايات المتحدة واجه اختبار اخر للثقة بالنسفي علي اساس موضوعي , و هي ما جعلته هذه المره ينتقد امتحان الاختيار من متعدد
.MCQ
ففي رأيي اانه نجح في تحقيق التوازن بين الثقة بالنفس و معرفة مقدار الذات جيدا و لم يقع في الكذبة التي يعيشها اغلب الناس غالباً . فهذه نقطة جوهرية و شعرة فاصلة بين حالتين ... و الحالةالعامة هنا الان ان الجميع يظن هنا انه مرسل العناية الالهية و ان الجميع لا يفهمونة و الجميع يظلمونه ... و ان العيب بمن حوله و ليس به ... و لكن في حالة المسيري ثقتة بنفسة مبينة علي ارض صلبة و اتيه نتيجة لتعب و جهد و مثابرة و تلخيص للمواد الدراسية اتحدي ا لان ان يوجد بين الطلبة المعاصرين و انا منهم :)

فلقد كرس نفسة للعلم بحق و ليس للفهلوه ... و اتقن ما كان مطلوب منه , و قرأ الاعمال الكاملة لكل الادباء الذين ذكروا في المقرر و كلف بالقراءة لهم
William Wordsworth , Percy Bysse SHelley , John Keate , Herbert Spenser,John Milton
و هو امر غاية في التعب و المشقة و عندما حسب الامر نظريا وجدن سوف يستغرق 8 اشهر كاملة قراءة فقط دون فهم و استيعاب و تحليل و لكنه حصل علي مهلة اضافية من الوقع كي يكمل المقررات بصفتة طالب مغترب...... و لم يقتصر الامر و التعب علي هذا فحسب فقد و كافح هو و زوجته طويلا حتي يصل لما هم فيه الان من مكانة مرموقة و نجاح حقيقي ... فان الطريق للنجاح الاصيل لا يأتي دون تعب . و ليس اي تعب لابد ان يكون تعب و بهدلة و كل شئ :)

و اعتقد ايضا ان خصوبة التربة الامريكية و التي تساعد البثور الجيدة علي النمو قد ساعدة كثيرا فلو كان واجة نفس الظروف في مصر لكان قد م تحطيمة بالفعل مثل مئات العباقرة الذين يوئدون بالفعل في بلدنا المصون
اعتقد ان الكلمة الخفية بين سطور هذا الفصل " الموازنة بين الثقة و حسن تقييم المرء لذاتة و اعطاؤها حقها و وضعهاالحقيقي و هكذا يحكي عن عدم الثقة الذي دمر بعض اصدقاؤة الافذاذا "ب


جامعة رتجرز


في هذا الفصل يستعرض الانفتاح علي الثقافات ( اكل من كل الانواع و البلدان - التحايل للفرجة الي المسرحيات و الافلام الرخيصة - عدم الخوف منالانتقال من جامعة كولومبيا الي جامعة رتجرز ) بل هو يقول انه علي الرغم من بعده الجغرافي عن نيويورك الا انها اصبحت متاحة اكثر له , لقدرة علي توفير المال و اتاح له ذلك الاستمتاع بالثقافة هناك


كان يحاول ان ينقذ نفسه من ان لا يغرق في التفاصيل الدقيقة و كان يميل الي التعميم - او بشكل ادق تقديم النموذج المهيمن الذي يكون اقرب صورة للواقع و لكنه لا يعني بالضرورة ان يمثل كل الواقع و لكنه اقرب صورة كلية للواقع وفالواقع الانساني من تركيبه يصبح من المستحيل ان نقدم له صورة مسطحة ذات بعدين او ثلاثة او حتي اربعة تستطيع ان تستوعب و تفسر كل ما يمر به فالامر اكثر تركيباً و تعقيداً

و كان ينفذ نفسة من السقوط في دائرة التفاصيل بدراسته للفلسفة


*مرة اخري اعود الي المنظومة الفكرية المختلفة في الولايات المتحدة المبنية الي الثقة و المصداقية ... فكان يريد ان يستفيض في الدراسة و يعطيها حقها , و الوقت الضيق للتيرم لا يتيح له هذا , و كانت نتائجه معروفة في الكلية ... فكان يعد المحاضرين باعداد بحث و لكن يتم تأجيلة قليلا و يأخد الامتياز في المادة قبل ان يقدم البحث وكان يقدم لهم البحث في الاجازةالصيفية .... و لكنه فشل فشلا ذريعا عندما حاول ان يطبق هذا المثال في مصر فلم يعبأ احد بالعلم بعدما حصل علي التقديري الذي كان يسعي اليه

هامش يخصني :) , هذا يشبهني في جزء بسيط فانا لا ادعي العبقرية و لكني بطيئة في التحصيل و لكن ما احصله لا انساه ابد الدهر ... وهو يفسر تذكري لاشياء غريبة من عمق المنهج و مع ذلك لم اكن احصل علي درجات التفوق في الماده

*يلفت نظري مرة اخري المرونة من قبل الاساتذة و احترام العلم .... وتفاهمهم للطلبة و عدم الاطاحة بمستقبلهم بمنتهي البساطة و دون ادني شعور بالمسؤوليه , مثلما صدمهم بالجرجاني كاول واضع لنظرية نقدية و ذكرهم بشكل خفي باصولة العربية المصرية الاسلامية , و هذا كان في مناقشة رسالة الدكتوراة و كان هذا رغبة منه في ان يذكرهم باصولة و ان خلفيته المعرفية تختلف عنهم و هو ما نجح فيه و تفهمه الممتحنون .

*ما يميز هذه المرحلة ايضاً هو بعده عن المعارك الصغيرة التي تستنزف الوقت دون فائدة حقيقية

*و من اهم الاشياء التي يذكرها التفاعل مع من حوله دون ان يفقد ذاته , و هذا لم يجعله متلقي سلبي للحضارة و لكن يتقبلها و يفهم خليفيتها ثم يفندها و يأخد منها ما يناسبه ... بل و لربما يضيف اليها ما ينقصها من خلفيته هو

*يحكي ايضا عن رحلتة حول اوروبا و انه لم يكن ليكنز المال و لكن ينفقة علي الثقافة و العلم و المعرفة و ارتياد عوالم اخري ... و هذا في رأيي قمة الاستثمار للمال , فلربما اكنز و ادخر ولا استمتع بما افعل و انفقة في اشياء تقليدية للغاية

لا اركز في هذا الملخص علي كل تفاصيل الكتاب ... و هذا لا ينتقص من قدر الكتاب باي حال من الاحوال فهو قيم بحق و لكل كلمة لها وزنها و اثرائها الفكري و لكنني اركز فقط علي ما يعنيني , من دراسة نموذج فكري بالدرجة الاولي استطاع ان يعيش افكاره و يمارس ما يؤمن به و لم يسقط في الازدواجية التي يسقط فيها الاغلب عندما يؤمنون باشياء و يمارسون اشياء اخري و احاول ان اتحاشي التفاصيل و اركز فقط علي الافكار حتي عندما اقرأ هذا الملخص يذكرني بالكتاب و لكنه لا يغني عن الكتاب

********************************************************************

بعض من عرف


اعتقد ان هذا الفصل ذاتي و ليس كما نص الكتاب منذ البادية - سيرة غير ذاتية -لانه يتناول اسماء اشخاص بعينهم و اعتقد انني سوف اكتبهم لاحقاً

******************************************************************************

الثورة في امريكا

* الكاتب و الصديق كافين رايلي ( كاتب الغرب و العالم ) مؤرخ امريكي معاصر و له نظرة مختلفة عن كل المحيطين به
the west and the world < style="color: rgb(255, 0, 0);">خديعة الحرية المطلقة تستخدم ضد الانسان ,لان الوهم الذي يخيل للانسان انه مطلق و انه جزء من الطبيعة لا يتماشي مع خصائص الانسان ( الثنائية ) حتي لو لم ينتبه اليها او انكرها ( فنكران ضوء الشمس او وجود النجوم لا ينفيها ) , فتظهر عادات و تقاليد و مرجعيات بشكل مستتر و تظهر بشكل لا انساني لانه من ظاهرة لا يراعي اي انسانية للانسان و لكن يظل من يمارس هذه المسطلحات هم بشر بكل خصائص و نقائص النفس البشرية شاؤوا ام ابوأ


*******************************************************
العودة لمصر و الذئاب الثلاثة

عندما عاد الي مصر اراد ان يعود عودة اجتماعية و ليست عودة مادسة فقط ...فلم ينقل مفردات الحضارة الغربية معه في المظهر الغير مقبول من قبل المصريين و لكنه تعامل مع المجتمع بما يفهمه ... فقد احترم المجتمع المصري بتقاليده و خصوصيته و لم يتصادم معه

يقول انه هاجمته ثلاثه ذئاب شرسة ( اسميها امراض القلب ) عندما عاد الي مصر
الاول كان الرغبة العارمة في تكوين ثروة ... و لكنه تصالح مع نفسه بانه يريد مشروع مستقبلي يأتيه بالحكمة و اسلوب حياه ممتلئ بالدفء و الاشباع و التفاهم و رحابه الفكر و علاقات انسانيه رائعة دافئة افضل من حياه تراكم الراسمالي ( و هذه الاشكالية مازلت اواجهها انا نفسي من تشتت بين اختيال عمل مرهق عائده المادي رائع و عمل بسيط و لكن يتيح لي فرصة القراءة و التثقف اكثر ) فكان يحقق ذاته حسب الشروط التي تمليها عليه ذاته و انه نجح في ان يوظف المال ولا يجعل المال هو من يوظفه - و هو محظوظ في رأيي - و مع ذلك فلم يترفع عن اي اعمال حتي يضمن قوت يومه ( عمل لفترة في فريق مكافحة الحريق في نيويورك - فكان يقول ان المال يشكل عبئا علي من يفنون اعمارهم لتجميعه -و لكني اختلف معه جزئيا , الان فايقاع الحياة اختلف و تغير بسرعة بشعة و اصبح اقل الضروريات تحتاج الي مال كثير و لابد معه من تدمير الحياة الاسرية و العائلة و حتي ابسط العلاقات الانسانية , فالامر اصبح مختلف الان و ليرحمني الله و استطيع تحقيق المعادلة


اما الثاني فكان الشهرة , و لم يكن يعاني منها في البداية لانه كان يكتب في الاهرام و يتحدث في الاذاعة و التليفيزيون و مسؤول عن وحدةالفكر الصهيوني و ضيفا علي اي لجنه تشكل - و لكنه كان يفض هذه المناصب لانها سوف تعطله عن مشروعة المعرفي - و لكن الامر تغير عام 1979 بعد التطبيع مع اسرائيل ... فتغير الامر 180 درجة و فقد كل الشهرة و الصيت الذي كان يتمتع به , و صرع هذا الذئب لانه كان يظن ان الشهر تقي المشاهير من الزج بهم في السجن , وويل للشهرة التي تجعل المرء يخسر نفسه , فتصالح مع نفسة و نعم هو يريد الضهرة و لكن بشروطه الخاصة ...

اما الذئب الاخير فكان الهيجلي المعلوماتي ... ( و في رأيي الخاص انه يعالج اشكالية شديدة الحساسية اراها عند بعض من اعرفهم فهم يغرقون في التفاصيل و المعلومات و تجد انهم عاجزين علي ايجاد خط مشترك لكل ما يقرؤون ) فهذه النزعة كانت عبارة عن انه يريد ان يقدم كتابا نظريا يرتقي الي اعلي درجات التعميم و الشمول و في نفس الوقت يصل الي اقصي درجات التخصيص و الدقه ( و هما لا يجتمعان ابداً ) و هو يقول ان هذه الصيغة مستحيلة لانه كلما اتسعت الرؤية ضاقت العباره فمابالك برؤية بانورامية غاية في الاتساع و تفاصيل غاية في الدقة ( بنفس المنطق لابد من تصغير الصور الفوتوغرافية حتي استطيع ان احصل علي رؤية لكل الكادر و لكن ان لم افعل ذلك سوف لا اري المشهد الكامل و اغرف في تفاصيل كل جزء علي حدي و لن تصبح صورة كاملة ) و يقول ان هذه الشكالية لا يواجهها متوسطوا الذكاء فبعضهم يحشد المعلومات لا يربطها رابط ( افكار دون فكر ) و هذا حال اغلب الاستاذة الجامعيين و اغلب المتفقوين حيث يتقنون رص و حشد المعلومات دون القدرة علي ربط هذه المعلومات ببعضها و صهرها و وضع اللمسة الانسانية التي تجعل للابداع الانساني معني مختلف عن ابداع انسان اخر


و كاد صديقة كافين ان يسقط في هذا الذئيب و قال له ذات مرة انه يحين وقت في حياة الانسان يكون الكتاب الوحيد الذي يستحق القراءة هو الكتاب الذي يؤلفه ... و هو يهدف من هذه العبارة ان المعرفة لا حدود لها و ان المعلومات بحر يمكن ان يبتلع المرء . و عند هذا الحد توقف كافين عن القراءة و نشر كتابة و حقق نجاحا منقطع النظير

* تعلم ان التحليق ابانورامي ليس صفة ايجابية و انه يمكن للمرء ان يقنع بالقليل و ينجزة , و لذك عندما عاد منالولايات المتحدة كان هدفه هو ثلاث متتاليات : ان يكون ناقدا ادبيا متميزا , فان اخفق فليكن استاذا جامعيا متميزا ,فان اخفق ان يكون ابا و زوجا متميزا ( و هو يقول ان متالية حياتة لم تسر علي نفس الخط و لكنه علي الاقل حاول ذلك و لم يحلم بالمستحيل )
و عدما قرر ان يذبح هذه النزعة داخلة بان يكتفي فقط بالتابة في حقل الصهوينية دون الدخول في دراسات جانبية ... وجد ان الاطروحات و الاشكاليات التي كان قد طرحها منذ بداية حياته بدأت تتبلور .. ...و اتجه في كتاباته الي الكتابات العامة مع دراسة نماذج للتدليل علي صحة ما كتبه ...

***************************************************************************

انهيت من كتابة الفصل الثالت و الفصل القادم و ما بعده من اطول و ادسم الفصول علي الاطلاق , و كتابة هذا الملخص يتيح لي ان اراجع ما قرأته و ان يرسخة في عقلي فالمرة الواحدة لا تكفي لمثل هذه الكتب التي تكون قاعدة انطلاق و بناء لافكار و اراء اخري
( انا الان اقرأ في الجزء الثاني من الكتاب الفصل الثاني جزء التقدم و الدروينية 423) ز


Thursday, May 8, 2008

الجزء الاول :>>> الفصل الثاني : بدايات الهوية


انتقل - بشغف شديد - الي الفصل الثاني , حيث يبين انه لسبب غامض لم يخضع لمكونات بيئتة ...فقد كان من الممكن ان يكون مجرد قالب كبقية القوالب الاخري الانسانية و ان يكتفي بان يكون نسخة مكررة من والدة او والدته ...و لكنه يحكي انه كانت لديه ميول للانفصال عن بيئتة كي يكون ذاته الخاصة ...

صاغ ذلك من خلال اربع نقاط فاصلة في حياتة الفكرية

1-حلقات الانفصال
2-الرموز و الطقوس و داء التأمل
3-جامعة الاسكندرية
4-تجربتة المادية و الماركسية

-----------------------------------------------------------------------------

لن اتحدث - بالطبع - عن كل ما جاء في السيرة و لكن اود ان السلط الضوء علي بعض ما اثر في بشدة و ان كانت كل السيرة بلا استثناء مهمة حقاً

وجد نفسة يميل الي اسرة غير اسرتة - علي الرغم من عدم ثرائهم المادي مثل اسرتة الا انه وجد ان الثقافة اعلي فيها ... قالحديث عن الكتب و الافكار لا ينقطع و عرف طريقة الي المكتبه و كانت العوامل تساعدة - مثل امين المكتبه الواعي بما يفعل و نوعية الكتب و القارء و يوازن بينهما - و حاول هو ذاته لعب هذا الدور عندما اصبح مدرسا في الجامعة

لفت نظري ايضا من خلال هذا الفصل غني الاشخاص الذي عرفهم خلال مرحلة تكوينة ... فاغلب من عرفهم اصبجوا فيما بعد من المبدعين في مجالاتهم المختلفة حتي و ان لم يشتهروا مثله ...و سافر الاغلب الي الخارج لكي يحصل علي مركز مرموق

كما ان تذكرة لاسماء اساتذة بعينهم في مرحلة دراستة الثانوية اعتقد انهم شكلوا حقا وجداع هذا المبدع ... و انه لاحظ ايضاً التقويض الذي حل بالمؤسسة التعليمية الان - في جميع انحاء العالم و ليس عندنا فقط - بان اصبحت غاية التعليم هي اجتياز الامتحان فقط و ليس التحصيل و التعلم الحقيقي

و يقول هو بنفسة ... حصلت ابننتي علي الامتياز في شهادة GCEو
لكنها لم تنجح في مادة الشعر الذي درستها معها ... فاتيت لها بمدسر لا يجيد الانجليزية ولا الشعر و لكنه يتقن فقط مهارة تدريب الطلبة علياجتياز الامتحانات ,و طلبت من ابنتي ان تنسي كل ما درستة معي او مع غيري و ان تنفذ ما يطلبة المدرس منها فقط ... ففعلت و حصلت علي الامتياز ,... و قد قابلت الملحق الثقافي البريطاني و بينت له خطورة الوضع , ان تتحول المدرسة الي مؤسسة لتسطيح العقول و الشخصيات ...و يبدوا ان هذا هو الاتجاه العام في العالم ,و هو جزء من عملية الترشيد و التنميط التذ ازدادت سرعة في الاونة الاخيرة ,و قدتعلمت من هذه التجارب ان النجاح و الفشل في الحياة العامة ,حسب المعايير السائدة ,ليسا بالضرورة حكماً مصيباً او نهائياً ... و ان الانسان قد يفشل بالمعايير السائدة , و لكنه قد ينجح بماعيير اكثر اصالة و ابداع.

من خلال حديثة عن الحب و الزواج و زوجتة الدكتورة هدي عرفت ان هذا الشخص حقا انسان راقي بمعني الكلمة ... فقلما يتحدث مفكر و فيلسوف عن حياته العاطفية من منظور فلسفي راقي ...
فقصة ارتباطة من زوجتة عندنا كان في فترة من فترات حياته شيوعيا و طلب من المسؤول عنه النصح و المشورة فقال له انها برجوازية و الزواج منها قد يسبب مشاكل كثيرة ... هدت الفطرة لسؤال امه التي حلت له مثل هذه المعضلة بسؤال : هل يشعر قلبك بالفرح عندما تراها ؟؟؟ و لم يجب هو عن السؤال و لكنه شعر ان اثقال و اغلال الطبقات و النظريات العقيمة لا معني لها ان جرد الاشياء و ردها الي طبيعتها البسيطة و هي علاقة متفقة في الاساس بين رجل يحب امراه

هو هو يأصل ان السعادة لا تهبط من السماء و لكن لابد ان يسعي المرء لها جيدا و حثيثا ...و كان يخبر طالباته ان الحب الحقيقي هو ان يقبل الواحد الاخر و يعرف ان محاسنه مرتبطة تماما بمساوءة ... كما قال علي مسطلح جديد هو " اعادة الزواج من نفس الزوجة " اذ تتغير الظروف و تتغير الشخصية و التوقيتات فيعاد النظر في اسس العلاقة و يعاد تشكيلها وفقا مع الرؤي الجديدة ... و يقول انه تزوج زوجتة تلات مرات...مرةالتقليدية و مرة عند حصولة هو علي الدكتوراه و مرة عند حصولها هي علي الدكتوراه ...

و هو لا يؤمن بالزيجات الايديولوجية ... مثلها مثل الزيجات التي تنبني علي مصلحة او الزيجات لاتي تجف ولا يتخللها اي عاطفة او لحظات صفاء او ذكريات و اساطير مشتركة ... فمثل هذه الزيجات تتجول الي لجان منعقدة بشكل دائم ... و يري انه لابد ان يتفق الزوجان في نقط الانطلاق و المثاليات و سلم الاولويات الاساسية فالتعارض علي هذا المستوي يولد توترات لا يمكن لمؤسسة الزواج ان تتجملها

يقول ايضا ان زوجتة قرأت كل ما كتب و كانت تحاوره فيه كما لم يحاوره احد ... ( و حينما كبر ابناؤة كانا يشتركان في الحوار الذي كان يتسم بسخونه غير عادية ... و هو ما جعل منزله يتكهرب في الجوز بسبب النقاشات الفلسفية ) و يقول عن زوجتة انها قدمت الكثير في حياته الخاصة مما كان له اعمق الاثر في حياته الفكرية العامة ... ة لكن هو لا يريد ان يكمل في هذاالاطار لان هذه السيرة غير ذاتية و د.هدي انسانة خاصة جدا ترفض ان تكون جزء من الحياة العامة او علي الاقل حياتي انا العامة ... فهي انسانة لها مواقفها السياسية و الفكرية المستقلة

اعتقد ان انساناً يقول كلام امن و طبقة ..لهو انسان حقا جدير بالاحترام

يقول انه اتجه في بداية حياتة الي ا لاخوان المسلمين عندما كان في المرحلة الثانوية ... ثم تركها لانه لم يجد اجابات عقليه شافية لكل ما يريد ... و انه اتجه الي الماركسية و الشيوعية و تركها ايضا بعد عامان ... لانه وجد نرجسية غيرعادية عند افرادها - فهم لا يؤمنون كليا او جزيئا بجدوي الاخلاق -
و كان يتندر اعضاء التنظيم من اخلاقة - لان الاصول الاسلامية و الريقية كانت تضرب في جذور شخصيتة و لم يستطع ان يتحلل منها كليا - و يحكي انه اعتقلت طالبه له بتهمة الشيوعية ... و كانت متزوجة من احد الرفاق ... و بدأ زوجها يغازل اعز صديقاتها و كان هي ايضا طالبه له ... فنهر الزوج و طلب منه ان ينتظر علي الاقل ححتي يتم الافراج مع زوجتة, رفيقتة ف يالنضال ... فلم يستمع الي النصيحة , و لكن حينما خرجت زوجتة طلقها و تزوج من صديقتها بطريقة دارونية لا تحترم الانسان ... و جائتني هذه الطالبة تشكو مما حدث ( و كانت دائما تسخر منه لنزعتة الاخلاقية و الانسانية الغير عمليه ) فقلت لها ساخراً : لقد خدمت المرحلة السايقة ... اما المرحلة اللاحقة فهي تتطلب زوجة جديدة ... فانفجرت باكية ... و انا لم اقصد ان اجرح شعورها انما كنت احاول ان ابين لها ان المنطق الداروني النيشتوي يؤدي الي مثل هذه المواقف الغير انسانية و ان المنطق الذي تبنته في الماضي لا يتعارض مع ما حدث لها ...

يحكي ايضا انه عندما كان في الولايات المتحدة بدأ ما يسمي بالتنظيم الطليعي و وجد ان هؤلاء الاشتراكيين قد استقروا في الولايات المتحدة و لم يعودوا الي الوطن ليساعدوا في بنائه كما فعل الطلبة العاديين ...
كان يري ان المنتمين للمراكسية اشخاص نشتويين دارونيين لا علاقة لهم باي اخلاق مراكسية ... ولا باي منظومة اخلاقية علي الاطلاق ... و كان ما يحركهم مجرد حقد طبقي اعمي و ليس من الضرورة اقامة العدل في الارض ... و كان يشعر كثيرا انه لو سنحت الفرصة لمثل هؤلاء ان ينضم للطبقات المستغلة فلن يتورع و سوف يكون اكثر استغلالية منهم

لهذه الاسباب كلها قدم استقالة من الحزب الشيوعي ...


و سوف تبدأ مرحلة جديدة في حياته




Blogged with the Flock Browser

Tuesday, May 6, 2008

رحله عبد الوهاب المسيري الفكرية في البذور و الجذور و الثمار .... سيرة غير ذاتية غير موضوعية


اشتريت هذا الكتاب من معرض الكتاب بسعر اقل من سعرة الاساسي نظرا لوجود تخفيض عليه ,و نظرا لوجود صديقة لي كانت تعرف بعض من دار النشر ...فاخذت عليه خصم محترم ... و طبعا انا اولي بأي مليم اوفره :)

طبعا الكتاب ضخم
فلم استطيع ان اكتب له ملخص كامل ... فسوف افرد لكل فصل علي حدي تدوينة كي اقول رايي و اوافيه حقي فيه

بداية ,فالكتاب ينقسم الي جزئين اساسيين ... التكوين , و عالم الفكر

يحتوي قسم :التكوين علي عدة فصول هي:
1- البذور الاولي
2- بداية الهوية
3- في الولايات المتحدة
4- من بساطة المادية الي رحابة الانسانية و الايمان


اما الفصل الاخر :عالم الفكر فيتحتوي علي عدة فصول
1- النماذج الادراكية و التحليليه
2- بعض الثمرات الاولي
3- الصهوينية
4-الموسوعة:تاريخها
5- الموسوعة : الموضوعات الاساسية
6- في عالم الادب و الفن

--------------------------------------------------------------------------------------------








الفصل الاول ... البذور الاولي


يتحدث الكاتب , بدون استراض و سرد غير متتابع التأريخ عن كيفية ان بلدة دمنهور كانت له اكبر الاثر في تكوينة الاساسي ... فكان يتحدث - علي عكس اغلب المحدثين الحاليين - عن المجتمع التقليدي و اطلق عليه اسم " المجتمع التراحمي ...نسبة للرحمة و التراحم الاساسية التي كانت تتحكم في العلاقة بين الافراد بعضهم البعض , علي عكس المجتمع ال تعاقدي ... نسبة الي وجود عقد يحكم جميع علاقة و التي غالبا ما تكون المصلحة الشخصية هي المكحرك الاساسي لها ...اي انه لابد من ان اقدم شئ كي احصل علي شئ بيالمقابل في علاقة يحكمها تعاقد بين طرفين و ليست رحمة بين طرفين

و تحدث الكاتب بموضوعية ... عن كيفية تأثير المجتمع التراحميو اثرة الرائع في تكوينة النفسي ... ولم يسخر او يستأ من هذه التكوينات ,و لكن علي العكس اتنقتد بشدة الفكر العغربي باعتبارة فكر متجرد من الانسانية و يعلي من شأن المادية فيه

عقد المقارنات بين المجتمعين ... وعن ان هذا المجتمع التراحمي برغم من سلبياته - و التي جعلت كتاباته اكثر موضوعية فهو لم يمجد نموذج علي حساب اخر و لكنه شرح الفارق بينهما - عن انه لم يكن هناك فارق كبير ملحوظ بين الطبقات ... و ان التراحم و الانسانية الشديدة كانت تغلف الحياة هناك ... فمثلا العاب الاطفال كان جميع الاهالي يعرفون جميع الاطفال ...و لم يكن اللعب في الشارع مجرد صياعة و لكن كان تربية ...و كان من حق اي فرد كبير ان يعنف الصغير ان اخطأ ... و كان الاطفال يكتسبون خبرات نفسية و تعاملية مع خلال الالاب التي يتشاركون فينا ... علي عكس العاب الكمبيوتر الان التي تجعل الاطفال في توحد دائم و تعلي من قيم المادية عنده علي حساب الانسانية و ذكر ف يالكتاب ايضا كم هائل من الاغانة التراثية و التي نحفظها جميعا - و اعتقد انها في طريقها للاندثار الان - مثل بريللا بريللا بريليلا و ماالي ذلك

يقول ايضا ... ان الصراع بين التراحمية و التعاقدية يظهر في الهدية ... فنظام الهدية في الافراح المصرية يبدوا كما لو كان عملية تبادلية مع انه في واقع الامر هو نظام للزكاه و توزيع اجزاء الثروة ... ففي داخل الاسرة الممتدة الواحدة يكوج اغنياء و فقراء ... فكان الجميع يعطي للعروس نقطة " مبلغ بدس في يد العروس بحيث لا يراه احد ولا يعرف مقدارة " علي عكس النقطة التي تعطي للراقصة ... فهذه تعلن علي رءوس الاشهاد ...
و ايضا حينما يعطيني احدهم في مصر هديقة ملفوفة كنت اخذها كما هي و اشكر صاحبها ولا افض غلافها ... اما في الولايات المتحدة ,فنبهني احدهم الي ضرورة فض الغلاف و اضهار الاعجاب بالهدية ... ادركت في مصر اننا لا نفعل ذلك ابدا , ففض غلاف الهدية يعني تحولها من قيمة انسانية (كيف ) الي ثمن محدد (كم) و من هنا اخراجها من عالم التراحم الي عالم التعاقد و التبادل ...

من ضمن الفقرات التي اعجبتني جدا في الكتاب
صـ 54

ان اي مؤلف لا يكتب "للناس جميعا ً " و انما لمجموعة محددة من البشر ,. و كل كاتب - في تصوري - يحتاج الي جماعة من القراء تتوافر فيهم عدة شروط : ان يكونوا مهتمين بالقضية التي يتناولها , و ان يكونوا علي مستوي فكري يمكنهم من خلاله الحكم عل ياعماله , فلا يكيلوا المدح دون حساب او مقياس , و الا يكونوا من الحاقدين او الحاسدين . مثل هؤلاء يمكنهم توجية النقد للمؤلف داخل اطار من الصادقة و التقبل المبدئي , و يعطية قدراُ من الشرعية , فهذا يشد اذره و الحوار الدافئ الذكي يولد في نفسة الثقة فيزداد ابداع .

هامش مع عندي اعتقد ان حالة التدوين تعمل بدون قصد علي اعلاء مثل هذه القيمة التي اختفت او كادت تختفي تدريجيا ...فهو يتحدث عن نموذج المقهي الثقافي الذي كان يتجمع فيه ابناء القريبة من شعراء و ادباء ..زفلم تعد هذه وظيفة المقهي الان ...كما انها - اي تقنية التدوين - مكنت فئة مثل الفتيات لم يكن متاح لهخا من قبل عرض الافكار و الانتثار الثقافي مثل هذا ..زففي راي هناك حسنات للحضارة ان احسنا استغلالها علي اكمل وجة ...
----------------------------------------------------------------------------

يتحدث في هذا الجانب علي ان المجتمع التراحمي كان يتداخل لحل مشاكلة ... و ان التراحم كان يقف علي طرف النقيد من مؤسسات الدولة المجردة البعيدة التي تتطلب الولاء لها دون غيرها ...
يحكي قصة صـ 56

احدي السيدات اشتكت من ان زوجها يقضي معظم وقته في النادي يعاقر الخمر و ان له علاقات نسائية .فاجتمعت بعض النسوة و اخبرنها عن اليات استعادة الزوج الي المنزل ,و من ضمنها شراء خمور له الي ان يعود (و ساعتها يحل ها حلال ) و قد نجحت الخطة او المخطط, و لكن ليس هذا هو المهم ... فما يهمني من هذه القصة هو وجود متتاليه مسبقة لمثل هذا الرجل و لمثل هذه المشكلة , كما توجد متتاليات مختلفة للحلول ... مما يعني ان رؤية المجتمع للنفس البشرية كانت رؤية مركبة تتجاوز الصور السطحية و التافهة التي تروج لها اجهزة العلام هذه الايام , و جوهو هذه الرؤية العلامية الاختزالية هو استقطاب الحاد فيم نوعين من البشر , فالانسان اما ان يكون محبا مخلصاً متفانياً في حبه لا يفكر الا في محبوبته ( بعد ان احبها من اول نظرة بطبيعة الحال ) ولا يشاهد منزلة ,اي عش الزوجية السعيد , سوي شهور عسل متتاليه , و اما ان يكون رجلا شريراً يخون زوجتة و افراد اسرتة و اصدقاءة ,ولا يشاهد منزلة سوي شهور بصل و خناقات متتاليه !!!!


----------------------------------------------------------------------------

تعرف زوجة الدكتور المسيري الدكتورة هدي الحداثة قائلة : بانها التخلي عن كل العلاقات الاوليه مثل علاقات القرابة و الانتماء للقبيلة و العلاقة المباشرة الطبيعية ,و احلال علاقات غير شخصية مجردة محلها مبنيه علي التعاقد و المنفعة

---------------------------------------------------------------------------

من ضمن الانماط التي ذكرها المؤلف , التراحم ضد التعاقد , كان يأتيه خادم مصري في السعودية لينظف له منزلة كل اسبوع , كان يصر دائما كل اسبوع , عند لحظة تقاضي اجره ان يقول : "بلاش يا بيه , خليها عليا المرة دي " .بعض الناس يري هذه العبارة هي تعبير عن النفاق ... و لكني اجدهذا التفسير سطحياً فقد حللت العبارة ,ووجدن انه , في واقع الامر يقول :" برغم انني اعمل خادما عندك و ادخل معك في علاقة تعاقدية , الا اننا من الناحيةالانسانية متساويان , ولابد ان ندخل في علاقة تراحمية تتجاوز عمليات التبادل الاقتصادية ( خدمات مقابل النقود ) لكل هذا لا داعي ان تدفع لي هذه المرة)
و لذلك كنت احيانا اخبرة انني ليس معني نقود و ارجوه ان يأخذ اجره في الاسبوع الذي يليه , و بذلك اعطيه فرصة ان يكون دائني ولأن يدخل معي في علاقة انسانية تراحمية

:)
--------------------------------------------------------------------------

من المقولات الاكثر روعة في رايي ..هذه الجمله التي وردت في الفصل هي الجملة التي وردت علي لسان ثعلب يقول للامير :"

لا يمكن ان تري الاشياء بوضوع الا من خلال القلب , فكل الامور الجوهرية غير مرئية بالاعين "
و هذا اعلاء من قيمةالانسانية الرائعة التي كادت ان تختفي من حياتنا

--------------------------------------------------------------------------

انتهي الفضل الاول و لكني شرحت فقط الخط الاولي الذي يربط كل ما كتب في هذا الكتاب الاكثر من رائع ...فعلي الرغم انني حكيت ما يقارب من 100 صفحة الا انني لم اشعر حقا بالوقت في القراءة

انصح الجميع بشراء الكتاب ... نشر دار الشروق


Blogged with the Flock Browser

Monday, April 28, 2008

رواية التاكسي ... نبض مصري صميم

سمعت عن هذه القصة من خلال ملتقي ادبي دعيت اليه في الصيف الماضي (2007) و لم احضرة ... نظرا لصعوبة اوقات عملي ان ذاك و علقت صديقتي علي الدعوة - التي جائتني عندما كنت اكل معهم - ان هذا الكتاب رائع ... و علق في ذهني منذ ذلك الحين و خاصة انني وجدت عدة ندوات تناقش هذه القصة و لكني لم اذهب لاني ببساطة لم اقرأ القصة ... و في معرض الكتاب الماضي فبراير 2008 وجدتها في جناح دار الشروق و وجدتهم يقولوا لي : الكاتب موجود اجعليه يوقع لك علي الكتاب ... و لم افهم ما مغزي توقيع الكاتب للكتاب - خاصة انه لا يعرفني شخصيا - و اعتقدت انهم سوف بيعنوي الكتاب الممضي بسعر اقل و لكن لم يحدث !

قرأت الكتاب ... و هو يتميز بنقل واقعي جميل لفئة تحتك بطبقات كثيرة جدا من الشعب ... و لديهم ثقافتهم و منطقهم ... و هم فئة غير متجانسة علي الاطلاق - اقصد فئة سائقي التاكسي - فمنهم كل انواع البشر ...

ما لفت نظري - كما هو المعتاد - بعض السمات النفسية التي رصدها الكتاب ... ان المصريين بهم طبع الشكوي و لكن ان قولت لهم انقل شكواك لفعل ايجابي يجبنون ولا يقدمون علي حطوة ايجابية من منطلق - من خاف سلم

القاء الضوء علي سلبيات كتيرة جدا جدا من المجتمع علي السنة العديد من البسطاء , و لفتت نظري جدا القصة الثانية التي تتحدث عن جبروت رجل الشرطة ,و التحليل الشعبي الجميل علي ان 18 و 19 يناير عام 1977 كانت بداية النهاية و نظرة احدهم الاخري ان الشعب شعب شفيه ...مضيع فلوس البلد كلها علي المحمول و السجاير و الاخر الذي كره البلد بما و من فيها و قرر السفر الي اي مكان عدا هذا البلد الخرب ... و السائق المتعاطف مع العراق و يحب صدام و عمل عدة سنوات في العراق ... السائق اللي مقتنع ان الحرب مع الصهاينة جاية جاية و مقدر حوالي 10- 15 سنة بس ... و السائق النوبي الذي فر من قله المةوارد في الجنوب و حكي عن فشل مشروع توشكي و اهدار مال عام بالمليارات ... و سائق التاكسي العليم بخبايا البورصة و مضارب قديم فيها ... و معتادي التسول و استدرار العطف بقصة ملفقة عن الابناء و ما شابه حتي يكون ملبغ الحساب جيد ... و اللي فاهم في السياسة و لعبة تزوير الانتخابات لصالح الحزب الوطني ضد الاخوان ... و اللي مقتنع بنظرية المؤامرة و ان الاسلاميين بريئين من اي تهمة و الحكومة هي اللي بتلبس لهم كل شئ ... و الشاب المحترم خريج التجارة و الذي يعمل صباحا محاسب و يحضر الماجيستير و ليلا سائق تاكسي جتي يستطيع ان يفي بابسط متطلبات الحياة الاساسية ... و عن السائق المرعوب الذي اخبره زملاؤة بان هناك حادث تعرض له زميل سائق تاكسي طلعوا عليه ناس و ضربوه ... و عمل منشور تحذيري وزعه علي زملاؤة ... و عن ازمة التعليم و فشله فشل ذريع في ان يجعل الطلاب يقرؤن و يكتبون حتي بعد ان وصلوا للثانوية العامة !!! و الاب الناقم علي انتنه التي لا تعترف بالحب و انه - اي الحب - هو اللي مصبره علي امها و لكن الابنه تريد عريس غني ... و السائق المسكين الذي يقسم انه يحب فتاه ليل !!! و عن السائق الي يحب حياه الجيش و كان يتمني ان لو تطوع فيه مرة اخري ولا يدري ما مقدار ما يكسبه من التاكسي لان ما يكسبه يصرفة ... و عن الوقوف الذي وقفة الراوي لمدة اربع ساعات لان هناك تشريفة الريس معدية = لا يحدث هذا الموقف في اي مكان في العالم الا هنا = و اللي بيحلم يحضر كأس افريقيا بالتاكسي بتاعة في جنوب افريقيا و يسافر بيه لحد هناك ... و الاب اللي هو اصحابه خرج ابناؤة من التعليم و حوش لهم فلوس الدروس علشان لما يكبروا يلاقوا قرش محترم يتسندوا عليه ... ولا السائق اللي بيقول ان بيته مسكون بعفاريت ولا يقدر علي تغيير الشقة و من ادلته ان منزلة و هناك رسومات من نفس لون الحائط و لكن بخط منشع علي شكل عيون بجميع الاشكال و الاحجام ... يجدوا هذه الرسوم عند الاستيقاظ و تختفي عند العصر ... فيه ابراص بكل الاحجام و الالوان حتي البنفسجي الغامق ... وعندما يحضر عصافير عندة المنزل يهرب الاناث و يبقي الذكور ولا يعرف من يفتح الفقص و لهذا السبب ايضا الخلفة متأخرة عند سائق التاكسي و مراتة ... و سائق اخر يشبه الناس في مصر بالتراب و انهم لا قيمة لهم ..ز و ان من مات في العبارة لا ديه له عند الحكومة و صاحبها مازال حر طليق ... و عن الاموال الطائلة التي تدفع اثناء تجديد الرخصة و التي لا يشعر بها السائق بشكل مباشر ولا يستفيد منها ؟؟؟



اعتقد - و الله اعلم - ان الصورة لم تنقل بموضوعية شديدة و لكن كان هناك توجيه خفي من الكاتب و وجد هذا في طيات الكتاب و لكن بشكل غير ملاحظ مثلا السائق الذي لا يصلي ان الاخوان لو مسكوا الحكم هيعلقوا اي حد مش بيصلي من رجليه ...او كان يمتحد مسيحيي مصر انهم ليسوا كالمسلمين الذين يتباهون بانهم يذهبون الي المسجد للصلاه او انهم متعبين من الصيام ... فالشعب المصري شعب متدين بطبعة ... الم يجد صورة وحيدة للمتدين الحقيقي الغير مدعي ممن قابلهم في اثناء ركوبه معهم ؟؟؟
ام ان الجميع مدعين و يمثلون الجانب المتشدد ان وجد تدين و لا يوجد سماحة او بساطة حقيقية ؟؟؟

نصيحتي للكاتب الذي خشي ان يذكر كل القصص ... نصيحتي ان يكتب كتاب اخر به القصص الممنوعة من النشر خوفا من المقاضاه القانونية و يفرج عنه بعد خمسين عام - مثله مثل الوثائق العسكرية حتي لا يستطيع احد النيل منه لانهم سوف يكونوا بين يدي الله


من ضمن العبارات التي اعجبتني " التعليم لكل الناس ده يا استاذ كان حلم حميل زي احلام كتيرة راحت و مفضلش منها غير الشكل و المنظر...علي الورق التعليم كالماء و الهواء ...اجباري لكل الناس ...لكن الحقيقة الاغنياء بيتعلموا و يشتغلوا و يكسبوا ... و الفقراء ما بيتعلموش حاجة و ما بيشتغلوش حاجة ولا بيكسبوش حاجة و ملقحين كلهم اوريهوملك ...لا لاقين لا شغلة ولا مشغلة ...


"ياه ... انا سيبت حاجات كتيرة قوي , طول ما انت ماشي بتسيب حاجات وراك ... و علشان ترجع تاني مستحيل ... العقارب بتتحرك لقدام بس" .

باختصار انها صورة بانورامية للواثع بكل ما فيه ... صحيح الحكومة نجحت في ان تهلي الناس لبعض الوقت في لقمة العيش ... و لكن مازال الناس يعرفون ما يحدث حولهم و ليسوا مغيبين تماما

****************************************************************************************************

الكاتب : خالد الخميسي
دار النشر : الشروق
هاتف : 24023399
8ش سيباويه المصري - مدينة نصر - القاهرة


لتحميل الكتاب : حواديت المشاوير
هدية من الاخ الفاضل ما علينا :)

Blogged with the Flock Browser

Wednesday, April 23, 2008

لماذا هذه المدونة الجديدة ؟؟؟

اعتقد ان الانسان السوي لابد ان يكون متزن داخليا بين شيئين دائما
المعنوي و المادي
العقل و العاطفة
القوة و الضعف
دائما داخلنا هذه المعادلة الثنائية الجانب ... فدائما نتنازع بين شيئين
اغلب الناس من يفضلون كفة علي اخري ... و لكن الانسان كي يطير في رحلة حياته باتزان , لابد و ان يكون جناحيه متزنان ... بين العقل و العاطفة , الابيض و الاسود ... الاتزان التام و الا لم يقدر الطائر علي الطيران و التحليق بعيداً

هذه المدونة ليست شخصية كالاخري . ولا اتوقع لها الزيارات الكثيرة - لان مدونتي الاولي اصلا تقريبا فقدت شعبيتها او كادت-فلا اتوقع لهذه شعبية و لكني اكتب فيها في المقام الاول كي اسد ثغرة استطيع ان املأها , لمن اهتم بالفكر او اراد ان يتزود به
و في المقام الثاني من اجل اشباع رغبة شخصية في الكتابه و نقد و مناقشة افكار الكتب التي اقرؤها لانها من الاشياء التي اعشقها و اتمني من الله ان ينفعني بهذه الكتابة و ان تصبح صدقة جارية في اثناء حياتي و بعد ان القي وجهه الكريم :)



Blogged with the Flock Browser