Sunday, May 17, 2009

استراتيجية الاستعمار و التحرير , لجمال حمدان

كتبت شمس الدين - 22-3-2009
انهيت الكتاب في 6 اسابيع و ميزة الكتاب حجمة الصغير الذي يمكنك من حمله اينما ذهبت لتقرأ كلما سنحت لك الفرصة


لم يخطئ من اشاد بكتابات هذا الرجل - الدكتور المسيري طالما اشاد به في سيرته الغير ذاتية - فهو رجل لا يسرد حقائق فقط و لكن يستنتج من حشد المعلومات الدسمة حقائق هامة و تتميز كتابات هذا الرجل بخط الابداع المميز في كتابات المسيري و جميع المبدعين امثال بيجوفيتش و الشيخ الغزالي(فليس كل من يكتب مبدع و انما هم قله ) .ة

هو كتاب اراني علم مختلف : الجغرافية السياسية و علاقتهم بالاساسيات الدولة وبدأ هذا الامر منذ قديم الازل (اي ربط الجغرافيا بالتاريخ و انهما في الحقيقة لا ينفصلان

لن استطيع ان اعدد في جمال هذا الكتاب فقد اعجبني للغاية فعقليه المحلل فيه كانت غاية في الابداع و لكني سوف اكتفي بنقل بعض الفقرات المهمة لنا من حيث التوزيع الجغرافي السياسي حيث انها تتناول العالم ككل و لكني ساركز علي هذا الجزء


ص 167
ماذا تعني اسرائيل بالنسبة لطالب الجغرافيا السياسية ؟؟؟
....و الصهيونية في بدايتها حركة سياسية في الحقيقة (الصهيونية السياسة )و لكنها تقنعت منذ اللحظة الاولي بالدين (الصهيونية العاطفية ) لتخلق من "روايا العودة الي ارض الميعاد ) ايديولوجية تاريخية و دينية تجمع يهود الشتات حولها , و كذالك قناعا و شعارا تخفي به حقيقة اهدافها عن العالم الخارجي ....
و كان من المستحيل ان يتحقق الحلم الا بالمساعدة الكاملة من قوي السيادة العالمية و من هنا التقت الامبريالية العالمية مع الصهيونية لقاء تاريخيا علي طريق واحد و هو طريق المصلحة الاستعمارية المتبادلة : فيكون الوطن اليهودي قاعدة تابعة و حليفا مضمونا ابدا يخدم مصالح الاستعمار , و ذلك ثمناً لخلقه اياه و ضمانا لبقائه ...فكات بريطانيا هي التي خلقت اوطن القومي منذ بداية الحرب العالمية الاولي , بينما خلفتها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية

ثم عدد الكاتب بعض المدخلات التي ادت له للحصول علي هذه النتائج التي سوف اركزها
1- اسرائيل كدولة ظاهرة استعمارية صرفة
2- اسرائيل استعمار طائفي بحت و دولة دينية صرفة
3- اسرائيل استعمار عنصري مطلق
4- اسرائيل قطعة من الاستعمار ااوروبي عبد البحار
5- اسرائيل استعمار سكني من الدرجة الاولي
و هي حالة استعمار فريدة بين كل الاستعمارات السكنية فهي تجمع ما بين اسوأ ما في هذه النماذج ثم تضيف اليه لتقدم الاسواء هي كأستراليا و الولايات = ابادة , مثل جنوب افريقيا = عزل السكان الاصليين , , و تختلف عن الجميع حيث طردت السكان الاصليين ليصبحوا لاجئين

6- استعمار مثلث الابعاد ( جانب سكني , استعمار استراتيجي , استعمار اقتصادي )
7 - اسرائيل استعمار توسعي و اطماعها معلنة بدون مواربة (من النيل الي الفرات ) شعار الامبراطورية الصهيونية الموعودة
8- اسرائيل عبارة عن استعمار من الدرجة الاوليو الثانية معا , استعامر بالاصالة و بالوكالة في ان واحد

*************************************************************

ص 379
مصير الامبريالية العالمية يتوقف علي مصير العالم الثالث
مصير العالم الثالث يتوقف علي مصير الوطن العربي
مصير الوطن العربي يتوقف علي مصير فلسطين /اسرائيل

****************

أخر فقرة كتبها في كتابة استراتيجية الاستعمار و التحرير و سبحان الله كأن قلبه كان حاسس باللي هيحصل رغم انه لم يعاصره

...و الخلاصة باختصار ان احتمالات المستقبل في العلاقات بين الولايات المتحدة و العالم الثالث ,و بينها و بين العالم العربي خاصة لا يمكن التنبؤ بها بدقه و قطع في المدي البعيد و لكنه في جميع الحالات لا يمكن ان تؤرق الثورة علي الامبرياليه اليوم ,و لا ينبغي لها ان تدفع بها الي ان تبيع واقع الثورة التحريرية من اجل وهم الثورة التكنولوجيا فمثل هذه المساومة او الصفقة لن تعني في الظروف الراهنة سوي الاستسلام و بالتالي فقدان التحرير و التكنولوجيا معاً و للابد , بينما ان الصمود و المقاومة الان جديرة بكسبهما معاً و للابد


كتب هذا الرجل هذا الكلام في نهايات ستينيات القرن الماضي و قدم في نهاية الكتاب تحليلات منطقية دقيقة عن مستقبل امريكا و التخوفات التي كان يطرحها و التي تحققت بشكل غير مباشر

لو مسؤولة عن التعليم في البلد دي لاجبرت الطلبة علي دراسة مثل هذه الكتب حتي يكونوا علي مستوي الحدث و يدركوا مصير مصر و اهميتة الحقيقية و لا ليس هذا الهراء و تفريغ العقول الذي يدرسونه

الحداثة و ما بعد الحداثة , اهم النقاط التي وردت في بحث الدكتور المسيري

كتبت شمس الدين - مارس، 2009‏، الساعة 12:35 مساءً‏

انتهيت من بحث الدكتور المسيري( لان الكتاب يناقض وجهتي نظر متعارضتين فهناك كاتبان للكتاب) و هو حقاً مهم للغاية ولابد من اتريز علي اهم الجمل التي وردت به

مثل

و كذلك تغير النظام الامبريالي القديم ,المبني علي توازن القوي و الرعب الذي يصدر من المنظومة الدروينية , و اصبح دون مقدمات نظاماًعادلاً يدعوا الي الديمقراطية , و لكنه ايضا يدعو الي اشياءاخري مثل السوق الشرق اوسطيه التي تنكر تاريخ المنطقة تماماً , و يتحدث عن الشعوب العربية و عن المنطقة , كل هذا يجعلنا تدرك تماماً ان دعوة النظام العالمي الاستهلاكي الجديد للديمقراطية لا تهدف الي تمكين الجماهير من التحكم في مصيرها **** , و انما هي اداته في فتح الحدود و اضعاف الدول القومية المركزية الصغيرة , حتي يتسني له ترشيد البشر و ازالة اي عوائق انسانية او اخلاقية , و حتي تصبح كل الامور متساوية و نسبية و يسود تساوٍ معرفي كامل هو في واقع الامر تسوية , و تمحي كل الثنائيات


---------------
**** ادلل انا علي صحة كلام الدكتور برفض الغرب النموذج الديمقراطي الذي اتي بالاسلاميين في فلسطين و تم الرجوع عن كل الشعارات الزائفة



ص 176,175
.... اي انه بعد ان يؤكد غياب المرجعيات بشكل علني , يتحرك هو في اطار مرجعيتة الدارونية لمادية التي تمنحه مركزية العالم , لذا فهو سيقوم بفتح حدود الاخرين و تدعيم حدوده هو , سيقوم بفك مدافع الاخرين ( كما فعل مع تجربة محمد علي ) و ينصب مدافعه هو فالمدفع هو مركز العالم الذي لا مركز له

------------
هذه الفقرة تدعم نظرية الدكتور جمال حمدان في كتابه استراتيجية الاستعمار و اتحرير الذي يقول فيها ان امريكا ابتدعت نموذج جديد من الاستعمار الذي لا يواجه الجيوش و لكنه يبدأ بتفكيك البلد من الداخل و يجعلها غير قادرة علي المواجهه ( مثال :مصر ) فهي لا تدخل في صراعات مباشرة مع الدول التي - ان قامت - ستغير موازين القوي و قواعد اللعبة الاستراتيجية في المنطقة و ربما في العالم ككل لان محور الاستعباد هو العالم التالت و مفتاح العالم الثالث في الوطن العربي و مفتاح الوطن العربي في القضية الفلسطينية الاسرائيلية و اضيف من عندي ان مفتاح هذه القضية ان تقوي مصر و تستطيع دعم المقاومة لانه لا دعم حقيقي لمقاومة بدون مصر



و يتحدث المسيري اكثر عن هذا لامر في ص 157 فيقول

.... و تستخدم (اي قيم التفكك و التبعثر ) كستار لتغطية استراتيجية الاستعمار الغربي لعمة منذ منتصف القرن التاسع عشر : تقسيم المنطقة و التهامها او علي الاقل الاستمتاع بخيراتها بأقل سعر . و هي الاستراتيجية التي بدأ تنفيذها بالقضاء علي تجربة محمد علي التحديثية ( التي لم تكن معادية للغرب او لاسرائيل و لم تكن مؤيدة للارهاب ) و تبدت ايضا في القضاء علي تجربة عبد الناصر التحديثثية و الاشتراكية و لا تزال تتبدي في ضرب العواصم العربية التي تبدي رغبة في التنمية المستقله


و استكمل في هذاالامر ...


ص 167-169
و لكن حدثت تطورت تاريخية عميقة لا تشكل لحظة افاقة تاريخية بقد ما تشكل لحظ ادراك ذكية من جانب الغرب لموازين القوي اذ ادرك الغرب عمق ازمته العسكرية و الثقافية و الاقتصادية ... وبذا اصبحت المواجهة العسكرية مكلفة للغاية ان لم تكن مستحيلة و ادرك الغرب كذالك ان تخلف الشعوب اسيا و افريقيا يجعلها غير قادرة علي الاستهلاك و من ثم لا يمكن استيعابها في حلقة الترشيد المادية ...اذن فلابد ان تتقدم هذه الشعوب لتصبح شبه منتجة شبه مستهلكه !

لكل هذا لم يكن مفر من ان تظهر رؤية جديدة هي استمرار للرؤية القديمة و تكريس لها و لكن من خلال خطاب جديد
... ولتحقيق ذك لجئ الغرب الي الاغراء و الاغواء
بدلا من القمع و القسر اي انه ادرك ان التفكيك و الالتفاف اجدي و ارخص من التدمير و المواجهه

و من اليات الاغوء يهم الاخر - اعضاء النخب الحاكمة - التي تم تغريبها بانها شريك مع الاستعمار الغربي في عمليات الاستثمار بل و شريك في عمليات نهب الشعوب و يستفيد منها
بل ان الشعب نفسه يتم اغواؤه اما عن طريق وسائل الاعلام العالمية و بيع الاحلام الاستهلاكية الوردية الفردوسية ...و تفكيك الاسرة فاعتبارها الملجأ الاساسي و الاخير للانسان و الحيز الذي يتحقق المجتمع داخله استمرارسة الهوية و المنظومة القيمية
-------------
1- الملاحظة الاولي علي شخصية الدكتور المسيري( التي كلما تعمقت بها كلما زاد احترامي و تقديري له) و تتناوله يشكل شخصي , علي هذه الفقرة - او عدة فقرات - الافت للنظر ان الكاتب تميز بحيادية تامة و لم تعميه العاطفة عن العقل ,فاعترف لعبد الناصر انه حاول قيادة ثورة تحديث رغم ان املاك اسرته الخاصة تعرضت للتأميم فلم يحنق و ينكر كل ما حققته الثورة مثلما يفعل ابناء الحركات الاسلامية في بلدنا

2- عندما ذكر سياسة الاغواء و تفتيت الاسرة و تذكرت فورا لماذا لم ينظم النظام الاسلامي و يضع الا ضوابط عامة في شتي مجالات الحياة السياسة و العلوم و الاقتصاد و ما الي ذلك و لكن الجزئية التي افاض في الحديث عنها هي الاسرة و الزواج و المواريث و حددها بشكل دقيق للغاية ...هذا في الحقيقة ينبع من اهمية الاسرة المطلقة و التي اصبحت تحارب علي المجال الفردي كي يتم تقويض المجتمع من داخله دون مواجهه

3- السؤال الذي يطرح نفسه و يلح علي خاطري ... لماذا تقوض هذه الاستراتيجيات المجتمع العالم الثالث دون العالم الاول ...لماذا لا يكون هذا التفكيك لانه متركز في المجتمع الغربي ,من سوف يقضي عليه هو شخصيا لان فلسفتهم ضد الانسان اساسا و تفكيكية لابعد حد
لماذا لا تقوض الانسان الغربي و تساعد في القضاء عليه ؟؟؟

الحداثة و ما بعد الحداثة , هامش لي علي الكتاب

كتبت شمس الدين -26 مارس، 2009‏، الساعة 01:01 مساءً‏

اقرأ الان كتاب للرائع للغاية الدكتور المسيري , رحمة الله عليه كتاب بعنوان الحداثة و ما بعد الحداثة

و هو كتاب يناقش الفكر المنتشر في الغرب الان من اخضاع كل شئ ليصبح نسبي و انه لا يوجد اي مطلقات او ارضية صلبة لاي شئ و هذا يؤدي بعد عدة استنتاجات الي المادية السائلة التي يتساوي فيها كل شئ و يصبح فيها كل شئ مرجعية ذاته و يعبر عن نفسه فقط و لا يتجاوز هذا الذات ليشترك مع الجزئيات الاخري لتكوين الصورة الكبري النهائية .... فهم ينكرون الكل و يفككونه الي اجزاء و من ظهرت الفلسفة التفكيكية

حتي لا اطيل عليكم - اشك اساسا ان حد هيقرأ الموضوع لكن انا بكتب لاني عايزة اكتب و اقول رأيي في شئ عجبني - سأنقل جزء من المقالة ثم اكتب تعقيبي الذي استنتجته عليها و الذي يخالف كل هذه الفلسفة جزريا ً و بطريقتهم


ص 99 الحداثة و ما بعد الحداثة د/ عبد الوهاب المسيري و د/ فتحي التريكي نشر دار الفكر


...فكل دال يتحدد معناه داخل شبكة العلاقات مع الدوال الاخري , لكن معني كل دال لا يوجد بشكل كامل في اي لحظة ( فهو دائما غائب رغم حضوره ) إذ أن كل دال مرتبط بمعني الدال الذي جاء قبله و الذي جاء بعده ووجوده نفسه يستند الي اختلافه . و يضرب التفكيكيون مثلاً بالبحث عن كلمة في القاموس , فان اردت ان تعرف معني " قطة " فسيتحدد معناها من خلال اختلافها مع كلمتي ( نطة ) و (بطة ) كما ان القاموس سوف يخبرنا ان القطة حيوان ... مما يحيلنا الي كلمة حيوان لنعرف معناها , و هناك سنعرف انه ( كائن ذي اربع ارجل ) مما يحيلنا الي كلمة كائن و ارجل )... اي ان عملية الاحاله عملية دائرية لا تنتهي اي ان كلمة الهرمنوطيقا هنا دائرة مفرغة لا تؤدي الي نهاية او معني فكل تفسير يؤدي الي تفسير اخر . و هذا يعني ان المدلول(الشئ) اي الدال( الكلمة)معلق و مؤجل الي ما لا نهاية و هو ما يؤدي لي انفصال الدال عن المدلول و الي استحالة الوصول الي المعني الحقيقة و الي لعب الدوال اللا متناهي ( ولا يمكن ان يوقف العملية سوي المدلول المتجاوز , اي الاله او المركز الثابت الذي يقف خارج شبكة الدوال .



تعقيبي

هذا الامر يذكرني عندما يكتب نطق الكلمة الانجليزية في لاقاموس بحروف لاتينية , و لاننا لا نعرف اللاتينية يتم تبسيط نطق الحرف في اخر القاموس بكلم ةاخري انجليزية مشهورة في النطق و معروفة للجميع !!! اذن ان استمرينا في شرح النطق فقط بالكلمات ووصف هذا النطق لم نصل الي شئ و لكنه وجب علي القاموس " التجاوز " خارج نطاق الكلمات المكتوبة و الاستدلال علي حرف بكلمه اخري مخنزنة في ذاكرتنا بنطقها الصحيح. و مثل هذا ايضا لا يمكنك وصف لون لاعمي لم يري الالوان ابداً فلابد ان تكون قد رأيت اللون بنفسك حتي تستطيع ان تقرب اللون الاخضر مثلا و تقول انه مزيج من الازرق و الاصفر

و من هنا نستنتج انه لابد من وجود "وحدة اولية " من اللون و الروائح حتي نستطيع ان نبني عليها الوحدات المركبة ( اخضر من ازرق و اصفر )

و هذا يقودنا الي سؤال غاية في الاهمية و يثبت ان ليس صحيحاً ان كل الموضوعات غير متجاوزة لذاتها و ان كل شئ مرجعية ذاته و مغلق علي نفسه

السؤال هو : كيف امكننا ايجاد اول علاقة بين الدال و المدلول - مثلا طفل لازال يتعلم الكلام - خاصة في الامور الغير مدركة حسياً ولا يوجد صورة ثابته لها ( مثل قيم الحق و الخير و الجمال و الاخلاق الحميدة ) ان لم توجد لدينا الوحدة الاولية التي يمكن القياس عليها ؟؟؟

اذا , فلابد للطفل من ان يمتكل وسيله ما كي يتجاوز حدود الموضوع الواحد و يستطيع ان يربط بين الدال و المدلول

بل اني اذهب ابعد من ذلك , انه الطفل يولد بوحدات اولية في تكوينه حتي يستطيع ان يركب عليها جميع المعاني الغير مدركة بالحواس الخمس ( الاخلاق ,الحق , الخير , الجمال ) اي ان الطفل ليس صفحة بيضاء و نكتب عليها ما يقولون و الا لكان الناس جميعا قالب واحد و لا توجد بينهم الاختلافات الفردية التي تميز الافراد عن بعضهم , بل انه يولد بجميع الوحدات الاولية ووظيفة تعليم النطق هو ايجاد علاقة بين الدال و المدلول .... فهو لدية القيمة داخليا و لكنه بتعلم النطق يستطيع ان يوصل هذه القيمة للعالم الخارجي بلغة يفهمها .... و هذا يقودنا الي ان الدال موجود قبل حتي ان نتعلم كيف نتلفظة و قد ولدنا به و عجزنا ان نعرف ما هو مصدره لان اصله متجاوز للعالم المادي الذي نحيا فيه ( الاله او اي من المسميات التي ينكرها فكر ما بعد الحداثة


الانسان موجود
و يعاني , و لكنه اخطأ في تشخيص العله و تجاهل وجود الاساس الوحيد الذي يدلل علي انسانيته قبل اي شئ اخر .... و ان استمر في وصف العلاج الخاطئ علي التشخيص الخاطئ فسوف يستمر في هذا التخبط لان الطبيعة الانسانية ثنائية الاقطاب برغم انف الجميع و هي اعظم دليل علي وجود الله ... و من يحاربون وجود الله فهم يحاربون وجودهم نفسه بشكل غير مباشر .

عم ابراهيم و زهور القران الكريم









انهيت هذه القصة في جلسة واحدة
و لاقل رأيي سريعا في عدة نقاط


الترجمة
من الافضل ان قرأت رواية مترجمة ان يكون المترجم ذا حس ادبي و اعتقد ان الاستاذ سلماوي تخطي هذه العقبة

الاسلوب الادبي
اعتقد - اعتقاد قارئة و ليست ناقدة ادبية دارسة -ان سلوب سرد الرواية نفسه اسلوب جديد , يبتعد عن الطناب و الوصف و لكن حرفية الكاتب كمنت في انه مع سرعة السرد لم تكن القصة مبهمة و لكن تركت مساحة من خيال القارئ كي يملأ الفراغات , و اعتقد انه اسلوب سنيمائي و يناسب واقع العصر اكثر ...فعلا اعجبني رغم انه مختصر نوعا ما

القصة
قصة رائدة في رأيي! لان الادب الكلاسيكي لعالمي قولب صورة الانسان المسلم في اطار معين محدد غالبا ما يكون بدوي ساذج او ارهابي او العدو التقليدي او ان ظهر انسان سلبي و يتم اسقاط عليه صفات سلبية للغاية
اما في هذه القصة فتعامل الامر بواقعية مع سخصية انسان مسلم و لو اني الاحظ التحيز الي مسلمي اوروبا فنفس الشيخ انه عربي و نسب نفسه للاسلام فقط

و هو عيب و ميزة

ماان تناول مقارنة في كل شئ بين الديانتين اليهودية و الاسلام , و جعل الاسلام منبع الروح و اليهودية منبع الماديات
و لكني اعتقد ان الكاتب نظر للاسلام بالنظرة الكلاسيكية التي ينظر بها الان للاديان و هي انها تجد بها ملجئ الروح المتعبة من الحياة المادية واعتقد انه اختار المذهب الصوفي كي يخدم هذا الغرض لما يتميذ به المذهب الصوفي من مخاطبة الروح و المعنويات بشكل مغرق علي حساب العقل او الماديات - و لكني اضيف - كمسلمة بالاختيار و ليس بالوراثة - ان الاسلام يتميز انه ثنائي القطب و يجمع بين الروح و الجسد و ان كان قد اشار لها الكاتب علي استحياء ولكن لم يظهر بشكل كامل

اعجبني انه ترك اشياء كثيرة مبهمة مثل هل تحول الصبي للاسلام ام لا و ما هي حقيقة اخو موييس ؟؟؟

اكتفي بهذا القدر
هي قصة دسمة و مركزة و رائعة و راقية و انصح الجميع ان يقرأها حقا