Thursday, July 3, 2008

من بساطة المادية الي رحابه الانسانية و الايمان

نأتي للفصل الرابع و الاخير من العوامل التي اثرت في تكوينه و هذا الفصل يكون عبارة عن تمهيد للافكار الصرفه التي سوف يتكلم عنها المؤلف رحمة الله عليه في الفصل الثاني من كتابه "عالم الفكر"ب"


ينقسم الفصل الي 13 قسما
تأكل النموذج المادي
الدين و الهوية
الفردية و النسية
العقلانية المادية
الامبريالية و العنصرية
الديمقراطية
الجنس و المجتمع الامريكي
الاستهلاكية و الامبريالية النفسية
العلم و التقدم
الروحي و المادي
بداية الانتقال
الام الانتقال
الايمان و مقولة الانسان

*****************************************************************************

تأكل النموذج المادي

ادرك ان النموذج المادي التحليلي يعجز عن الاحاطة بالظاهرة الانسانية المركبة , لأن الانسان مختلف عن بقية المخلوقات حتي و ان عاش معها في نفس البيئة

الخطاب الفلسفي الغربي يعني بالطبيعة = المادية ... و ان وجود الله هو الضمان الوحيد لوجود الانسان الانسان لانه لو غاب الله لكان كل شئ مادي يخضع لنظريات والعمليات الحسابية فقط دون الادراك الحقيقي لما يميز و يفسر ظاهرة الانسان

فلابد من ادراك هذا جيدا عندما نتحاور مع الاخر و هذا في رايي فهم ممتاز لانك قد تستخدم كلمة لها مدلول في ذهنك يناقض تماما المدلول الذي تدلل عليه نفس الكلمة عند الاخر

*يقدم المسيري ايضا نقضا مهما للفلسفة الغربية التي تتداعي ان الانسان هو المرجعية المطلقة والنهائية للقيم , فهو يقول ان الانسان ليس مركز الكون , و لكنه وضع في مركز الكون ... و هو ليس مالك الطبيعة و لكنه خليفة فيها من قبل خالقها ... و اعتقد ان هذه المفاهيم من المفاهيم التي تهدم الفكر الغربي من اساسه و نستطيع من خلالها بناء فكر مناهض تمام للمنظمة الواحدية ... و هي من اهم المبدأ في رأيي علي الاطلاق .

شرح مهم ايضا للفارق بين الثنائية و الاثنينية ... فالثنائية وجود عنصران متكافئان او غير متكافئين , و مع ذلك يتفاعلان و يتدافعان ... اما في الاثنينيه او الازدواجية , فهما عنصران مختلفان تماما و يكادان ان يكونا متعادلين . ( مثل اله الخير و اله الشر ) و لذلك ندخل في صراع ازلي , و نعود للواحدية مرة اخري ... سبحان الله كنت افكر في هذا المعني منذ فترة ... ووجدت ان الصياغة الافضل لدي المسيري و لهذه العلاقة الثنائية سميت المدونة جناحي الطائر ... لان العلاقات دائمة الثنائية و ليست كل قيمة منفصلة و مستقلة بذاتها ... و اعتقد ان نفس هذه الفلسفة الواحدية , هي ما يريدون تطبيقه علي علاقة الرجل و المرأة ... و هي مدمرة لحد كبير , فليس الاثنان مستقلان تمام الاستقلال لا يرتبطان ببعضهما البعض الا لقضاء الرغبة الجنسية فقط و لكن الامر اعقد فالاثنان لازمان للحياة و لاستمرارها عموما , وما بينهما علاقة تدافع و تكامل و ليست علاقة نفعية مادية تعاقدية قائمة بين شيئين منفصلين كل طرف قائم بذاته )

* يناقض الغرب ايضا في فكرة ان الكون كل شئ فيه مطلق ... بل انه يقول بان الكون فيه المطلق و النسبي - و هي نفس النظرية ثنائية القطب التي يتحدث عنها دائما بيجوفيتش

* اعاد ترتيب فكره لانه وجد نفسة يفكر حسب النموذج المنادي الظاهري و لكنه في نفس الوقت يفكر و يراقب سلوك الاخرين حسب ا لنموذج الانساني الباطني ... فوجد تضارب و صدمات توجه الي منطقه شيئا فشيئا

اولا حينما اراد الارتباط بزوجته
عرف ماركس الزواج انها علاقة اقتصادية مفعمة بالحب ...اي انه استخدم مقياسين ... واحد مادي و اخر غير مادي ( النموذج الظاهري و الكامن ) رغم انها كانت طبقيا و فكريا مختلفه عنه الا ان والدته حلت له معضلة الزواج منها عندما سئلها عن امر زواجه و شرح لها كل المعطيات و الاشكالات التي تواجهه , فقالت له : هل تشعر بالبهجة عندما تتكون معها ؟ و بهذا السؤال حلت له كثيرا مما اثقل به كاهله تجاه فكرة الزواج و جعله تدريجيا يقيس الاشياء بمقياس غير المقياس النظري .

وثانيها حينما انجبت زوجته طفلتهما الاولي نور فتعلقت زوجته بالطفلة بشكل جنوني و شعر انه تم هجرانه من قبل " زميلة الدراسة و الزوجة و اصبح علي الهامش ) و لكنه نفهم الامر فيما بعد , و ايضا عندما ارادت زوجته ان تتفرغ لتربية الطفلة و تترك رسالة الدكتوراه ...فصدم تماما لانه كان مؤمن بالمساواة بين الرجل والمراة و ان المقياس للانجاز الفرد هو المقياس المادي ... و لكنه لم يكن قد وضع الطفله ابنته و احتياجاتها في الحسبان ,
و يصف تأمله لابنته ببراعة شديدة قائلا:"بدأت اتأمل هذا الكائن الجديد الذي دخل حياتي , هل يمكن ان يكون كل هذا نتيجة تفاعلات كيميائية و انزيمات و غدد و عضلات ؟ هل هذا الكل الانساني هو مجموع اعضاؤه المادية و ثمرة المصادفه ؟ ام ان هناك شيئا بتجاوز السطح المادي ؟؟؟ هل الانسان فعلا جزء من الطبيعة ( المادية ) لا يفصله عنها فاصل خاضع لقوانينها و اهوائها , ام ان فيه اسرار و اغوار ؟

ثالثا عند مجيئ ابنه ياسر فكان يتصور انه هو و زوجته قد تدربا علي تربية الاطفال تماما و لكنهما اكتشفا العكس , لان كل كانت ميول مختلفة عن الاخر ... و هكذا اقتنع ان الاسرة لها اهمية في عمليه تنشئة الابناء , اذ لا يمكن لمؤسسة لتفي باحتياحات الطفل النفسية , و التي تختلف من طفل لاخر .

****************************************************************************

الدين و الهويه

انطلاقا من المفهوم المادي للدين يعرفه علي انه مجرد جزء من البناء الفوقي ولا يمكن رده للبناء التحتي - المكون الاساسي المادي للانسان و انه - اي الدين - مجرد قشرة و ليس له اهمية في حد ذاته في التصنيف
و ان المعيار الوحيد للتصنيف هو الاقتصاد , و ان الدين افيون الشعوب كما يقول ماركس

و لكنه لاحظ ملاحظات عده قوضت هذا الادعاء ,
ان اغلب اصدقاؤه كانوا من اصل كاثوليكي او يهودي ( لانهم كانوا ملحدين او غير مكترثين بالدين و لكنه يتحدث عن الاصول ) و هذا لانه لاحظ ان العقيدة لكاثوليكيه تشجع علي الانتماء للجماعة و الاحساس بالاخر .... و اصبح يلاحظ سلوكيات الطلبة و يستنبط انتماءاتهم و كان في اغلب الاحيان محقا.

و يقول ايضا ان سر حبه لمصر الجديدة التي سكن بها بجوار كلية البنات يكمن في روعة معمارها الاسلامي البلجيكي , بكل شئ فيها من تداخل المناطق السكنية و التجارية دون طغيان احدهم علي الاخر و انه لم يعجبه المعمار في المعادي( حيث ان كل فيلا منعزلة عن الاخري باشجار كثيفه , و عندما قارن وجد ان من اسس مصر الجديدة بلجيكيين كاثوليك و ان الذي اسس المعادي انجليز بروتستانت . ( لا ادري ما سر هذا التناغم في التفكير و الاحساس و لكني علي المستوي الشخصي للوهلة الاولي التي جلت فيها في مصر الجديدة و تعرف فيها عليها منذ حوالي عام عندما انتقلت الي عملي الجديد الذي احصر ان يكون بعيدا عن سكني كي اكتشف اماكن جديدة علي فتنت حقا بمعمار مصر الجديدة الرائع و لكني لم افكر بمثل هذا العمق عن سر الولع و ايضا نفرت تماما من معمار المعادي لاني كنت اذهب لزيارة اصدقائي هناك و طبعا لم اكن قد قرأت هذا الكتاب منذ عام كي اشكل وجه نظري بناء علي خلفية مسبقة)

و لاحظ ايضا السيرة الذاتية للامريكي المسلم مالكولم اكس - الحاج مالك شاباز - و انه كان منغمس في المادية تماما ( كان قواد و مهرب للمخدرات ) و لكنه عندما تعرف الي الاسلام عند دخوله السجن, و تغيرت حياته رأسا علي عقب حيث ادرك الطبيعة الجماعية للاسلام و رفض العنصرية ... و يكتشف انه يمكنه ان يحقق المساواة دون الغاء التنوع . ( تجد هذا واضحا للغاية في تنوع المعمار للمساجد في مختلف بقاع الارض ... فمسجد الحمراء في الاندلس مختلف عن المساجد في دمشق عنها في البوسنة عنها في الصين فكلها مساجد و لكن لكل بلد معمارها الخاص بها فيه ... و لكن للاسف الامر ليس واضحا تماما لأن الاله الاستعمارية كانت تدمر مثل هذه الكنوز الانسانية حتي تفصل الاسلام عن التاريخ و خاصة في الاندلس - اسبانيا - و بغداد - التتار - و البوسنة )

كانت لهذه التأملات بالغ الاثر في ان يقتنع ان الدين ليس مجرد قشرة و لكنه جزء من الكيان والهويه . و ان الدين له فاعلية في عالم الواقع و ليس جزءا مغلقا من عالم الغيبيات ... الدين جزء من الكيان التاريخي الانساني و ليس منفصل عنه ( اعتقد ان هذا يتجلي تماما في تاريخنا الاسلامي عندما كانت كل الدولة الاسلامية اسمها الدولة الاسلامية و لم تكن قد قسمت بعد الي عدة دويلات ... و ان العلماء كانوا علماء مسلمين , و كان صلاح الدين ( الكردي ) يأخذ جنودا من مصر ليحارب بهم الصليبيين في القدس ... هذا هو قمة تمثيل الكيان التاريخي)

****************************************************************************

الفردية و النسبية

يقول الكاتب , ان الحضارة الغربية اعتمدت علي النموذج العقلاني المادي , مع استبعاد كثير من العناصر الانسانية و الاخلاقية , و هذا لتبسيط الواقع بهدف سهولة التحكم فيه ... فليس من السهل التحكم في وقع معقد يمتلئ بالمعايير الانسانية المعقدة ... و لكن علي الاصعدة الاخري ظهرت اخفاقات اخري

" و التساؤل الذي اطرحه هو : هل يمكن ان تؤدي الاخفاقات العظيمة من الناحية الانسانية في الحضارة المادية الغربية الي رده في النموذج المهيمن , كما حدث في العصور الاوروبية الوسطي حينما كانت الكنيسة مهيمنة تماما و الغت العقل و العلم فحدثت رده من الروحانية و الكهنوتية الي النموذج المغرق في المادية ؟؟؟ اعتقد ان الردة التي سوف تحدث سوف تكون هذه المرة اكثر تكلفة لانها اولا عليها ان تصارع النموذج الذي يرفض الانسانية و يعترف بالمادية فقط و لكنه سوف يكون اكثر نضجا - لان التاريخ اثبت ان الروحانيات المطلقة مدمرة "مسيحية القرون الوسطي " و ان المادية المطلقة اكثر تدميرا - "زمن ما بعد الحداثة القادم " و ان النظام القادم سوف يكون للنظام الذي يحمل المطلق والنسبي معا و الذي يدعم الانسانيات دون ال اغراق فيها ... النموذج دي القطبين الاثنين ... و هو الاسلام "

* يعتقد الجميع - و كان علي رأسهم الكاتب " ان النموذج الغربي هو نموذج الحضارة الفردية , و التي يتنصر فيها الانسان علي ما حوله و تكون المرجعية النهائية لذاته ... و لكنه عندا ذهب وجد هناك نمطية مذهل في الحياة و ان كل شئ تم ترشيده تبعا لخطة مسبقه , فكل شئ يخضع للتجهيز المسبق " ضرب مثل بوظيفة مخرج الافراح , و الذي يكون مشرفا علي كل شئ و صاحب الفرح نفسه لا يملك من امره شيئا ليغيره "
و ضرب امثال علي هذا الامر بمطعم الوجبات السريعة النمطي , حفلات الكوكتيل الخاصة بالعمل حتي انهم في هذه الحفلات كانوا يوظفون حياتهم الخاصة لدفع حياتهم العامة , علي العكس مما حدث عندما دعي عضوات هيئة التدريس بكلية البنات . ففوجئ ان الجميع حضر مستقلات و حياتهن العامة لا علاقة لها بحياتهم الخاصة و هو قمة الاستقلال الحقيقي في رأيه " و لكني اري ان الامر لم يعد يختلف كثيرا الان في مصر , فالمادية حقاً طغت بشكل كبير للواقع الاليم الذي نعيش فيه "
يري ان اكثر الامريكيين يحولون ملبسهم و اطعمتهم و سلوكهم حسب ما يمليه عليهم الاعلام , و قد عرف احد الغربيين الحداثة انها "مقدرة الانسان علي ان يغير الانسان قيمه بعد اشعار قصير "
و يري ايضا ان المجتمع الحديث الذي يزعم انه يدافع عن الفردية , يقوم في واقع الامر بهدمها و تذويبيها ( كان يسميها التمركز حول الذات الذي يؤدي الي التمركز حول الموضوع ) و يضرب مثلا بالموضه ... فمن يريد ان يرتدي علي احدث موضة هو انسان متمركز حول ذاته فقط , و لكن المفارقة انه حينما يفعل ذلك يكون قد تخلي عن فرديته تماما لان عليه ان ينفذ اوامر مصمم الازياء بحذافيرها " المودة كدة السنة دي " اي انه يتمركز حول الموضوع .
يقول انها مجتمعات شموليه نجحت في ان تجعل الجماهير تستبطن الرؤية السائدة في المجتمع , و تسلك حسبها دون قمع بوليسي براني , بحيث يري الانسان الهدف من الحياة هو زيادة الانتاج و الاستهلاك .
و بدلا من ان تجعل النسبية الانسان اكثر ثورية ... جعلته شخصية محافظة رجعية قادرة علي التأقلم و التكيف مع الاغلب والاعم ,
* يقول ان هذا الامر حادث لان اغلب الناس ليس عندهم نقدية عالية ووعي بالذات و تستمد صورتها لنفسها من الاعلام ( الموضة و تقليد الفنانات و ما الي ذلك )

"لماذا حدث هذا ؟ في وجه نظري ان طبيعة الانسان الانسانية للغالبية العظمي من الناس تغلب عليهم , حتي و ان انكر وجودها و مع غياب القيم و المرجعيات الثابته التي كانت تحمي انسانية الانسان , و رغبة هذه الطبيعة في فرض نفسها من ناحية اخري ادت الي تحول الانسان الي مسخ ضائع بلا هوية و عندما تحاول انسانيته الظهور في عالم مبني علي القيم المادية , يكون الامر كأبشع ما يكون "

* لم تحقق الوفرة حرية الاختيار ... و لكنها سلبتني اياها و تكيفت دفاعا عن نفسي فهو احتار مع وجود كم رهيب من القهوة ايهم سوف يختار - من اربعين صنف - ثم ان عمل خلطات فايهم الافضل ؟؟؟ و مع وضع التباديل و التوافيق يعرف انه من المستحيل تجربة جميع الاصناف جميعا ليختار من بينم , علاوة علي ذلك انه بعد خمسة تجارب فسوف ينسي حتما مذاق النوع رقم واحد " طالما الحت علي هذه الفكرة تحديداً و كنت افكر في ان الانسان مهما رغب فهو محدود و له طاقة معينه للشئ ان زادت عن الحد اتقلب الامر الي ضغط نفسي عليه ... اجد هذا الامر متمثل في شكوي الكثيرين من زيادة اعداد المدونين بشكل مضطرد و عدمالقدرة علي متابعة كل هذا العدد و التعليق في وقت واحد , و ايضا في انه عندما يزيد عدد الفتيات في نطاق اجتماعي مثل الحياة الحديثة في المدنية في الجامعة فان الاختيار من بينهن من تصلح كزوجة سوف يكون اصعب ... فكلما توسعنا توسع افقي ( زاد العدد ) قل التوسع الرأسي ( عدم استطاعتها الالمام و معرفة الناس بشكل عميق و لكن فقط بشكل سطحي "

* موضوع عدم وجود مرجعية ثابته و ارضية مشتركة يقوض كل شئ ( استضافة برنامج لرجل و زوجتة و عشيقه الشاذ و الابناء و ان الجميع موافقون علي هذا الوضع الغريب , و عدم استطاعة الجمهور نقد هذا الوضع الغير سوي لانهم لو اعترضوا فسوف يكونوا قد تدخلوا في حرية الرجل الشخصية , و لكن احداً استطاع ان يجد ثغرة انا لابناء ليسواف ي سن قانوني كي يوافقوا علي هذا الوضع و بدأ الهجوم عليهم من كل حدب و صوب )

* التواصل الانساني لا بد ان يكون مليئ بالدفئ و الانسانية و السماحة مع الاخرين و ليست الدقة الصلبة ( موقف كم الساعة ؟:) )

* كان يرصد بالاحصائات ان الشعب الامريكي لا ينعم بالسعادة رغم توافر كل شئ له , و ان الالمان اكثر الشعوب تشاؤما , و ان الامريكيين يقضون وقتا مع المعالج النفسي و هو اصبح شئ عادي في الحياة الامريكية ... كم ا لشباب المدمن و ان 35% من شباب امريكا ان ذاك مصابون بالمراض نفسية , النسبة المذهلة التي يستهلكا الامريكان من الحبوب المهدئة

و يقول انه من القصص الحزينة التي توضح غياب المفهوم البشري و كيف انها تحول الانسان الي شخص غير قادر علي الحكم , طالبتة المتفوقة الثورية في جامعة ريتجرز , و التي كانت تحصل علي تقديرات عاليه في النفص الدراسي الاول ,ثم فوجئ بتراجع تقديراتها و عندمااستدعاها الي مكتبة , قالت : ان زوجها يحضر صديقته معه الي المنزل , و ينامان معا علي السرير في غرفة نومها فتضطر هي الي النوم علي الاريكة في الصاله . و لكنها بدلا من ان تعبر عن اي مشاعر انسانية فطرية قالت بموضوعية شديدة " ان الاريكة في الصالة غير مريحة , و لذلك فهي لا تستطيع النوم " فأخبرتها ان عليها اذن ان تشتري اريكة جديدة مريحة , فنظرت الي و قد ادركت انني فهمت ما لا تريد البوح به .


* الكارثة التي اري اننا اصبحنا ننجرف فيها بشكل او باخي هي "انكار المركز و الاساس " كما يقول فقد جائة صحفي امريكي و كان يرفض بحزم اي شكل من اشكال التعميم , لانه اعتبر ان التعميم لا يشير الي حالات واضحة , و مثال ذلك انكر وجود اي وطن بما في ذلك الولايات المتحدة , و فككها الي التضاريس الجغرافية و الانهار و ما الي ذلك ... و لكن الدكتور المسيري ناقشة لان قدراً من التعميم مهم للتواصل الانساني , و كان النقاش معه لا يجدي و في النهاية طرده من مكتبه و قال له لابد ان تتر عملية الطرد انها مجرد خروج لان مفهوم الطرد معمم للغاية والتعميم لا مبرر له !!!!
و هذا المفهوم الذي اصابه الشطط قد ادي ان يكون الفن غاية في الاباحية و العنف ... و يضرب الكاتب امثلة عديدة علي شطط الفنون و انها في النهاية لا تصمد ولا يذكرها احد كقيمة فنية حقيقية

انتشر ايضا نتيجة لهذا الفكر فكر النسبية السائلة - كل شئ نسبي - و ينبني علي هذا الفكر الاهتمام بالابيئة و بكل الاقليات و الاعتراف بالشذوذ الجنسي و يري الكاتب ان بعض هذه الافكار خير ولا شك و لكن البعض يعبر عن رؤية مغالية في النسبية ... و ايضا الطريقة التي يدعي اليها هذا الخطاب طريقة متعصبة و ارهابية للغاية ( نفس الاشكالية التي واجهتها و اقحمت بها السويدية التي حدثتها و كانت تصر علي جري الي فكرة ان الاسلام يقيد الحريات لانه لا يعترف بالشذوذ و قالت لي انها تود لو تضع كل المسلمين في السجن لانهم ضد الحرية فعقبت عليها بمنتهي الهدوء و قلت , انها علي الرغم في انها تختلف معي في انها تقبل بالشذوذ و انا ارفضة الا انني لم افكر مطلقا في وضعها في السجن و اتقبلها لاني لا املك وصايه علي احد او حجر علي حرية فكر احد,و لكنها لا تتقبلني وهي بذلك تقع في اشكاليه انها تتعصب و تمتلك الحقيقة المطلقة و من يخالفها تكرهه و تريد وضعة في السجن ... فصاحت بانها لا تريد اكمال المحادثة معي :))

*ثمت مقوله اخري تعلمناها عن الحضارة الغربية و هي انها حضارة الاحساس (الجواني و الفردي بالذنب ) اما حضارتنا فهي الاحساس ( البراني و الجماعي ) بالخجل او العار , و الافتراض الكامن هو ان الانسان الفرد ,انسان من الداخل و لذلك فهو اكثر تحضرا , اما هذا الذي يتم ضبطه اجتماعيا من الخارج بشكل دائم , فهو ليس كائنا فرديا , و من هنا فهو انسان غير متحضر . و لكن اسطورة احساس الفرد بالذنب قد تبخرت هي الاخري بغته عام 1977 حينما انقطع التيار الكهربائي عن نيو يورك بضع ساعات ... و بدأ الناس ,بيضاً و سوداً , يتحركون كالقطيع و يقومون بنهب كل ما تقع عليه ايديهم دون سبب واضح . و من هنا استنتج ان ا سطورة الظبت الجواني حل محلها الضبط البوليسي الكهربائي .

* يوضح الكاتب مسطلح غاية في الروعة و هو مسطلح " النموذج المهيمن " و هو انه لا يأخذ او يقيس الامريكيين علي قياس واحد ... فهذا يعتبره ايضا تبسيط مخل , لان حياة الافراد العاديين اكثر تركيباً و اكثر انسانية من النماذج , فالشخص العادي يستمد قيمة من المسيحية او بقايا المسيحية بعد علمنتها , و هناك ايضا الكثير من المفكريين الغربيين الذين ادركوا خطورة هذا النموذج المهيمن الذي ينتقده و حاولوا تهذيبه , و هناك من رفضه تماما فهمش نفسه ... و يوضح ايضا انه ليس من دعاه الاطلاق في الراي فهو يؤمن بالنسبية الاسلامية " و هو ان الانسان يؤمن بوجود مطلق واحد و هو الله سبحانه و تعالي و ما عدا ذلك فهو اجتهادات انسانية .

يري ان المنطق النسبي هو منطق رجعي !!! و يحلل الامر بشكل رائع حيث يقول ان النسبية تجعل الانسان يتخلي عن ثوريته ... و عن الايمان بمقدرة الانسان علي تجاوز الامر الواقع لما ينبغي ان يكون ... (فالتجاوز يفترض اختيارا , و الاختيار يعني المفاضلة , و المفاضلة ينبغي ان تستند الي معايير ثابته ) و يبين الكاتب في نهاية القسم خطورة النسبية لانها ببساطة تسوي بين كل شئ و تجعل الانسان بلا مرجعية و قيم ثابتة فتبعيات هذه الفلسفة جد خطيرة للغاية .

--------------------------------------
أكتفي بهذا القدر من هذا الفصل لانه حقاً كبير للغاية ( 128صفحة و كل كلمة لها ثقلها) حتي تكون القراءة سهلة و ان شاء الله استكمل بقية الكتاب في تدوينات اخري