Monday, April 28, 2008

رواية التاكسي ... نبض مصري صميم

سمعت عن هذه القصة من خلال ملتقي ادبي دعيت اليه في الصيف الماضي (2007) و لم احضرة ... نظرا لصعوبة اوقات عملي ان ذاك و علقت صديقتي علي الدعوة - التي جائتني عندما كنت اكل معهم - ان هذا الكتاب رائع ... و علق في ذهني منذ ذلك الحين و خاصة انني وجدت عدة ندوات تناقش هذه القصة و لكني لم اذهب لاني ببساطة لم اقرأ القصة ... و في معرض الكتاب الماضي فبراير 2008 وجدتها في جناح دار الشروق و وجدتهم يقولوا لي : الكاتب موجود اجعليه يوقع لك علي الكتاب ... و لم افهم ما مغزي توقيع الكاتب للكتاب - خاصة انه لا يعرفني شخصيا - و اعتقدت انهم سوف بيعنوي الكتاب الممضي بسعر اقل و لكن لم يحدث !

قرأت الكتاب ... و هو يتميز بنقل واقعي جميل لفئة تحتك بطبقات كثيرة جدا من الشعب ... و لديهم ثقافتهم و منطقهم ... و هم فئة غير متجانسة علي الاطلاق - اقصد فئة سائقي التاكسي - فمنهم كل انواع البشر ...

ما لفت نظري - كما هو المعتاد - بعض السمات النفسية التي رصدها الكتاب ... ان المصريين بهم طبع الشكوي و لكن ان قولت لهم انقل شكواك لفعل ايجابي يجبنون ولا يقدمون علي حطوة ايجابية من منطلق - من خاف سلم

القاء الضوء علي سلبيات كتيرة جدا جدا من المجتمع علي السنة العديد من البسطاء , و لفتت نظري جدا القصة الثانية التي تتحدث عن جبروت رجل الشرطة ,و التحليل الشعبي الجميل علي ان 18 و 19 يناير عام 1977 كانت بداية النهاية و نظرة احدهم الاخري ان الشعب شعب شفيه ...مضيع فلوس البلد كلها علي المحمول و السجاير و الاخر الذي كره البلد بما و من فيها و قرر السفر الي اي مكان عدا هذا البلد الخرب ... و السائق المتعاطف مع العراق و يحب صدام و عمل عدة سنوات في العراق ... السائق اللي مقتنع ان الحرب مع الصهاينة جاية جاية و مقدر حوالي 10- 15 سنة بس ... و السائق النوبي الذي فر من قله المةوارد في الجنوب و حكي عن فشل مشروع توشكي و اهدار مال عام بالمليارات ... و سائق التاكسي العليم بخبايا البورصة و مضارب قديم فيها ... و معتادي التسول و استدرار العطف بقصة ملفقة عن الابناء و ما شابه حتي يكون ملبغ الحساب جيد ... و اللي فاهم في السياسة و لعبة تزوير الانتخابات لصالح الحزب الوطني ضد الاخوان ... و اللي مقتنع بنظرية المؤامرة و ان الاسلاميين بريئين من اي تهمة و الحكومة هي اللي بتلبس لهم كل شئ ... و الشاب المحترم خريج التجارة و الذي يعمل صباحا محاسب و يحضر الماجيستير و ليلا سائق تاكسي جتي يستطيع ان يفي بابسط متطلبات الحياة الاساسية ... و عن السائق المرعوب الذي اخبره زملاؤة بان هناك حادث تعرض له زميل سائق تاكسي طلعوا عليه ناس و ضربوه ... و عمل منشور تحذيري وزعه علي زملاؤة ... و عن ازمة التعليم و فشله فشل ذريع في ان يجعل الطلاب يقرؤن و يكتبون حتي بعد ان وصلوا للثانوية العامة !!! و الاب الناقم علي انتنه التي لا تعترف بالحب و انه - اي الحب - هو اللي مصبره علي امها و لكن الابنه تريد عريس غني ... و السائق المسكين الذي يقسم انه يحب فتاه ليل !!! و عن السائق الي يحب حياه الجيش و كان يتمني ان لو تطوع فيه مرة اخري ولا يدري ما مقدار ما يكسبه من التاكسي لان ما يكسبه يصرفة ... و عن الوقوف الذي وقفة الراوي لمدة اربع ساعات لان هناك تشريفة الريس معدية = لا يحدث هذا الموقف في اي مكان في العالم الا هنا = و اللي بيحلم يحضر كأس افريقيا بالتاكسي بتاعة في جنوب افريقيا و يسافر بيه لحد هناك ... و الاب اللي هو اصحابه خرج ابناؤة من التعليم و حوش لهم فلوس الدروس علشان لما يكبروا يلاقوا قرش محترم يتسندوا عليه ... ولا السائق اللي بيقول ان بيته مسكون بعفاريت ولا يقدر علي تغيير الشقة و من ادلته ان منزلة و هناك رسومات من نفس لون الحائط و لكن بخط منشع علي شكل عيون بجميع الاشكال و الاحجام ... يجدوا هذه الرسوم عند الاستيقاظ و تختفي عند العصر ... فيه ابراص بكل الاحجام و الالوان حتي البنفسجي الغامق ... وعندما يحضر عصافير عندة المنزل يهرب الاناث و يبقي الذكور ولا يعرف من يفتح الفقص و لهذا السبب ايضا الخلفة متأخرة عند سائق التاكسي و مراتة ... و سائق اخر يشبه الناس في مصر بالتراب و انهم لا قيمة لهم ..ز و ان من مات في العبارة لا ديه له عند الحكومة و صاحبها مازال حر طليق ... و عن الاموال الطائلة التي تدفع اثناء تجديد الرخصة و التي لا يشعر بها السائق بشكل مباشر ولا يستفيد منها ؟؟؟



اعتقد - و الله اعلم - ان الصورة لم تنقل بموضوعية شديدة و لكن كان هناك توجيه خفي من الكاتب و وجد هذا في طيات الكتاب و لكن بشكل غير ملاحظ مثلا السائق الذي لا يصلي ان الاخوان لو مسكوا الحكم هيعلقوا اي حد مش بيصلي من رجليه ...او كان يمتحد مسيحيي مصر انهم ليسوا كالمسلمين الذين يتباهون بانهم يذهبون الي المسجد للصلاه او انهم متعبين من الصيام ... فالشعب المصري شعب متدين بطبعة ... الم يجد صورة وحيدة للمتدين الحقيقي الغير مدعي ممن قابلهم في اثناء ركوبه معهم ؟؟؟
ام ان الجميع مدعين و يمثلون الجانب المتشدد ان وجد تدين و لا يوجد سماحة او بساطة حقيقية ؟؟؟

نصيحتي للكاتب الذي خشي ان يذكر كل القصص ... نصيحتي ان يكتب كتاب اخر به القصص الممنوعة من النشر خوفا من المقاضاه القانونية و يفرج عنه بعد خمسين عام - مثله مثل الوثائق العسكرية حتي لا يستطيع احد النيل منه لانهم سوف يكونوا بين يدي الله


من ضمن العبارات التي اعجبتني " التعليم لكل الناس ده يا استاذ كان حلم حميل زي احلام كتيرة راحت و مفضلش منها غير الشكل و المنظر...علي الورق التعليم كالماء و الهواء ...اجباري لكل الناس ...لكن الحقيقة الاغنياء بيتعلموا و يشتغلوا و يكسبوا ... و الفقراء ما بيتعلموش حاجة و ما بيشتغلوش حاجة ولا بيكسبوش حاجة و ملقحين كلهم اوريهوملك ...لا لاقين لا شغلة ولا مشغلة ...


"ياه ... انا سيبت حاجات كتيرة قوي , طول ما انت ماشي بتسيب حاجات وراك ... و علشان ترجع تاني مستحيل ... العقارب بتتحرك لقدام بس" .

باختصار انها صورة بانورامية للواثع بكل ما فيه ... صحيح الحكومة نجحت في ان تهلي الناس لبعض الوقت في لقمة العيش ... و لكن مازال الناس يعرفون ما يحدث حولهم و ليسوا مغيبين تماما

****************************************************************************************************

الكاتب : خالد الخميسي
دار النشر : الشروق
هاتف : 24023399
8ش سيباويه المصري - مدينة نصر - القاهرة


لتحميل الكتاب : حواديت المشاوير
هدية من الاخ الفاضل ما علينا :)

Blogged with the Flock Browser

5 comments:

ابن رشد said...

على فكرة موضوع المدونة ككل جميل جدا بس محتاجه تعمليلها انتشار و صدقيني هتعمل شغل جامد جدا
و مبروك على المدونة
و مش هناقش البوست دلوقتي

ma 3lina said...

القصص دي موجودة عند كل واحد بيركب تاكسي .. وانا عن نفسي احفظ عشرات القصص وتعليقات اصحاب التاكسيات على الأحداث

الكتاب يعتبر نوع غير معتاد من التأريخ للفترة اللي احنا فيها

الطبري رحمه الله كان بيعمل كده في تاريخه .. وإن كان مفيش تاكسيات في أيامه
:)
لكن كان بيذكر روايات أهل الزمان .. بغض النظر عن تحري صدقهم أو عدمه


ياريت بعد كده يبقى فيه نسخة لتحميل الكتب .. لمن أراد الإطلاع ودا رابط الكتاب المرة دي هدية للمدونة

حواديت المشاوير

شــــمـس الديـن said...

الفاضل الكريم شمس

سعدت جدا ان وجدت تعليق منك يرصع المدونة الجديدة

و لكن كيف لي ان انشرها ؟؟؟ لا اعلم حقا كيف

و الف مبروك علي التحية و ربنا يديم المعروف

*************************************

الفاضل الكريم ما علينا

بجد اللي بيزورني هنا بيكون له احساس تاني عندي ...بس اننا في صالون ثقافي اكتر

و كويس ان فيه ناس كانت بتأرخ القصص دي بغض النظر عن صدقها و لكنها تعتبر نوع من الثقافة الشعبية

و هي مهمة جدا للمساعدةف ي دراسة اي مجتمع - حتي لو مس هندرسة دلوقتي بس نسيب اثر لمن بعدنا -

و شكرا علي الهدية الاكثر من رائعة دي
بس المشكلة ان فيه كتب حديثة اوي معتقدش ان اصلا نزللها نسخة علي النت

و البركة فيك طبعا تظبتني في كل كتاب لو عندك النسخة الاليكترونية منه

اهو يبقي نوع من نشر الثقافة و الصدقة الجارية اكيد :))

حخالص التحية اخي الكريم

د. إيمان مكاوي said...

إسمحيلي أسجل إعجابي بيك وبمدونتك ..لأن نشر العلم فعلا صدقه جاريه ..وياريت تقوللي على أي حاجه أعملها علشان أساعدك في نشر مدونتك وأنا تحت أمرك..وشكرا على رابط الكتاب لأني كنت بمحتاجه أطلع على القصه دي جدا
جزاك الله خيرا..فرحتيني بوجود بنات زيك

شــــمـس الديـن said...

مش عارفة اقوللك ايه يا د ايما

بجد اطرائك و كلماتك اللي من القلب رائعة للغاية و وصلتني علي طول

علي فكرة انا فيه بنات زيي كتير بس للاسف مش عارفين الطريق او يعملواايه

الكويسين موجودين كتير بس متفرقين للاسف و مكسلين شويتين

بس معلش
و ابسط حاجة حضرتك تقدري تعمليها انك تحطي لنك للمدونة دي عندك

و انا متأكدة ان ربنا هيساعدنا اننا ننشر العلم
و اللي هيدور هيلاقي
و اشكري الاخ الفاضل باشمهندس ما علينا لان هو اللي اداني رابطة الكتاب
و انا بحاول علي قدر الامكان اني احط دار النشر و التليفون و اي معلومات متاحة علشان اي حد عايز يتواصل معاها و يجيب الكتب

و ان شاء الله هنزل تلخيط للكتب اللي بقراها او اي نقد لاي شئ ادبي او سياسي في المدونة دي

و اهي تعتبر خطوة
شكرا علي دعمك و ربنا يوفقنا جميعا و يجعل اعمالنا خالصة لوجة الله :)