Monday, September 13, 2010

ملخص محاضرة د. هبه رؤوف في حوار الحضارات 13-9-2010

السلام عليكم
حضرت اول يوم من ايام دورة التثقيف الحضاري لهذا العام تحت عنوان كيف نفهم الغرب؟
في خصائص الحضارة الغربية ووجوهها المتنوعة
و كانت اول محاضرة للدكتورة هبه رؤوف عزت ... و فعلا كم استمتع لسماع العلم من هذه المراة ذات العقل الرائع بالفعل ... بارك الله لها فيه
كان عنوان المحاضرة ما هو الغرب و ما هي الحضارة الغربية
هي تقول ان الموضوع فعلا كبير و متشعب و عميق و لكنها فقط مجرد تضع اطر للتفكير كي يمكننا نسكين الافكار في مكانها الصحيح ... فأي ظاهرة انسانية لها عناصر – و مع تحول و تمازج تلكم العناصر نحصل علي الانساق المعرفية التي تحدد تلك الظاهرة
فالغرب عند الدكتورة هبه ليس غرب واحد ...( فالغرب بالنسبة الينا هو امريكا اللاتينية - و نحن نتحد معها في اننا نقاوم الاستعمار هنا بمحاولة تبني الفكر الاسلامي و هناك بانتهاج النهج اليساري المناهض للاستعمار فالتشابه بيننا و بين هذا الغرب موجود و المفارقة اننا لا نعلم عنهم اي شئ )
اذن الغرب عندنا هو في الحقيقة ( الشمال ) و هو ايضا ليس واحد ... فهناك دول اوسط و شرق اوروبا و هي متخلفة تمام الاختلاف عن دول غرب اوروبا ( ليس لانها وقعت تحت السيطرة السوفيتية و لكن تلك الخصائص ممتدة معها عبد التاريخ )
و دول غرب اوروبا
و امريكا الشمالية ( الولايات المتحدة )
و الغرب لا يقف عند تلك التقسيمة فقط و لكن هناك داخله ايضا تقسيمات اخري من حيث الطبقات الاجتماعية .. الاغنياء (الرأس ماليين ) و الفقراء ( تتشابه ظروفنا معهم ) ... كما ان الشمال في اي دولة لاسباب تقول انها غامضة يكون اغني و ارقي و اكثر انفتاح من الجنوب ... وضربت مثال بمدن جنوب ايطاليا ( دول حوض البحر المتوسط عموما يوروميديتيرينيان – و لو انها تحفظت علي استخدام تلك الكلمة الان لانها تحمل في طياتها تضمينات تطبيعية لان ما ان تذكر تلك الكلمة حتى تجد ممثل عن دولة اسرائيل موجودج في النصف – و لكنها عادت و اكدت انه هناك مزاج و ثقافة بحر متوسط من قبل اسرائيل يسيطر علي جنوب الدول و بالاخص المدن التي تطل عليه بالفعل ) و مدن جنوب المانيا حيث التحفظ و التمسك بالعادات يكون اقوي .
فوصلت من هذه المقدمة انه لا يمكننا التعميم ابدا ولا يمكننا انم نأخث الغرب علي انه ( لكشة واحدة ) او قطعة متماسكة تماما ً نتعامل معاها باسلوب واحد .
و لكن لنعرف اي حضارة لابد لنا من التعرف علي تاريخها ... وتاريخ الغرب ( بشكل مبسط و مجمل لانه متشابك ايضا )
فتقول الدكتورة انه بداية من اثينا و هم لهم نسق خاص في الديمقراطية ... ديمقراطية تسري علي السادة فقط و لكن النساء و العبيد غير موضوعين في الخطة ... كما انهم ينظرون لجنوب البحر المتوسط – الاخر – و ضربت مثال ب قبائل البربر علي انهم قمة وغاية التخلف حتي انهم اسمو الهمجيةو و ا لافعال التي لا قانون ولا منطق لها باسم تلك القبائل ( و نصحتنا ان لا نستخجم هذا المصطلح لما يحملة من تضمينات شديدة العداء و كأننا نسب انفسنا )
ثم استمر الزمن بوجود المسيحية ثم قيام الحملات تجاة الشرق المعروفة بالصليبية و الاصح لها الفرنجة .. ثم نفض هذا كله و الخروج من تحت عبائة الكنيسة و في تلك المرحلة ظهر الخروج الي العالم و محاولة القيام بما يسمية الغرب استعلاء ً ( عبئ الرجل الابيض ) اي انه ينتشل بقية المجتمعات الغير متحضرة و يقول بتمدينها كما في قناعاتهم و سمي هذا العصر بعصر التنوير و لكنه في الحقيقة استعمار علي الاخر
و قالت الدكتورة ان الاقاويل التي تقول ان اوروبا تخلت عن ارثها التاريخي هو خطأ و لابد لنا من دراسة التاريخ جيدا حتي مكننا توقع الافعال و ردودو الافعال تجاه ما يحدث ... و ضربت مثال بفرنسا ,فعلمانية فرنسا دفعت ثمنها من دمها و كانت شرسة للغاية و هي متكونة في الوجدان والوعي الفرنسي و الامة الفرنسية مصطلح مقدس عندهم ( عكس انجلترا مثلا التي تقبل و تتسامح مع التعددية " من عندي راجع بيجوفيتش في كتابه الشرق و الغرب في فصله الذي تحدث فيه عن انجلترا " ولا مشكلة في انجلترا عليب الحجاب مثلا ) فالامة الفرنسية تمثل شعار الثورة الفرنسية بفتاه تحمل علم فرنسا و لكنها " عارية الصدر " ... طبعا ليس من المطلوب من النساء ان يكن كذلك و لكن هذه الاشارات هي عبارة عن تضمينات في وجداع الوعي الجمعي الفرنسي و التي حتي لم يجهز لها المسلمون هناك بالتواصل و التوعية بهذا الامر او التركيز علي نماذج لسديات معتزات بفرنسيتهن و في نفس الوقت ناجحات في عملهن بالحجاب و ما الي ذلك طرق تفاعل ثقافي ... وهي تري انه من الحتمي لعقلية ووجدان مثل الوجدان الفرنسي ما حدث و لكننا لا نحسن قراءة التاريخ و لا حتي تحاول ان نمهد الارض لاي تغيير ثقافي قد تفرضة علينا الثقافة الاسلامية و لذلك كانت هذه هي النتيجة ...

عابت ايضا الدكتورة علي اننا نأخذ انفسنا في مواجهه دائمة مع الغرب و تري انفسنا المعكوس لهم ... في هذه الحضارة هناك محاسن و هناك مثالب ... لكن المحاولة الدائمة لاثبات اننا العكس ليست في صالحنا و تجعلنا في موقف المدافع دائما و المعادي دون موضوعية ... و ضربت مثال بالمراة ... هم يقولوا انها تعمل فنحن نحاول التباهي اننا نحبسها ولا تخرج ولا تري الشارع ولا تتعامل و تتفاعل مع الناس و ضربت مثال حدث معها شخصيا عندما ذهبت لمصلحة حكومية ما و كانت قد ذهبت مبكرا ً و كان هناك رجلين امامها فوقفت في الطابور ... فوجدت من يحدثها و يقول لها ما الذي اتي بك هنا ... قفي طابور للنساء .. قالت له لا يوجد زحام ... قال لها اتفضلي يا " اختي " و هو يتكلم بحده .. فردت عليه الدكتورة و قالت : و الله احنا اتحيرنا لو كنت جئت ووقفت كنتوا قولنوا يا ست احنا جايين قبلك ولا مش ماليين عينك و دا اللي اخدناه من المساواة ... و لو وقفنا في طبور و الدنيا اصلا فاضية تقولوا طابور سيدات ... نعمل ايه طيب ... فرد عليها الرجل .. مساواه ايه استغفر الله احنا مسلمين !!!! هي تدلل علي تلك الحادثة علي اننا دائما نأخذ الغرب و نريد ان نصبح معكوسهم و الله اعلم بمصائبنا و اثامنا .

ثم تأتي بعد ذلك الدكتورة لتسأل سؤال ... لماذا تدرس الغرب و حضارته و تاريخة ... مالذي يمكنه ان يعود علينا بذلك ؟؟؟
فتأتي لتجيب اننا نعيش علي مخرجات الحضارة الغربية ... فالمدن بشكلها الحالي تأثر في كل منحي من مناحي الحياة فنحن نعيش في مدينة صاغها الغرب و العمارة و ترتيب المدن لها لفلسفتها ... و ضربت مثال بالرائعة الجميلة " القاهرة " فهي علي رأي صافيناز كاظم ( شبتهتها بالفتاة عايزة تحميها و تسرحها بدل ما هي منكوشة بهذا الشكل الاشعث ) فالمدن كمان تقول الدكتورة كيانات تنبض بالحياة و لابد من دراستها جيداً . فالقاهرة الفاطمية القديمة تمناز بان شوارعها ضيقة ( ليس لغباء مثلا في العمارة عندهم ) و لكن لان لديهم اسبابهم و فلسفاتهم التضمينية في هذا التخطيط ... فالبعد التراحمي في المدينة جلي وواضح , الجميع يعرف بعضه و لا معني لان يكون الشارع واسع بحيث لا نري الطرف الاخر ... فالغريب يعرف و من نفتقده تسال عليه الجماعة و توده و تقدم له العون ان كان يحتاجه ... و القاهرة عبارة عن تراكم جيولوجي المعماري ... فالقاهرة الخديويه كانت كقطعة من اوروبا ( و للعلم لم يكم مسموح لسكان القاهرة الاصليين من دخول تلك المنطقة الراقية فيما مضي و كان مجرم علي النساء السير في شوارعها بالملاية الف و لم يكن يقطنها سوي الاغنياء و اعوان الاستعمار فيما بعد ) و الظاهرة الحديثة من وجود مجتمعات اصتناعية مثل المدن المسورة ( لم تصرح ولكني اعتقد انها تقصد الرحاب ) ولم يعد العريس ذي الشقة في المهندسين او مصر الجديدة ( علي رقي تلك المناطق و غولها فعلا ) يلاقي قبول و لكن لابد من وجود فيلا في كوباوند مسور بالحمام السباحة و الجراج الخاص من متطلبات بعض الاسر ... الطبقية و الرغبة في الانفصال موجودة و بشدة و يمكن رصدها في القاهرة ... كما انها تقول في المقابل ان العشوائية ححي حل عبقري للتغلب علي تجاهل الدولة لبعض الفئات في البلد فيهاجروا من النجوع الاكثر فقرا رغبة منهم في ان يكونوا علي هامش العاصمة ... و تخرج تلك الكيانات الي الوجود ....
كما ان المنازل الحديثة في العمارات الشاهقة لا تدع مجال للتعارف و التراحم ( لا نعرف من تزوج او ولد او مات فماتت المناسبات الاجتماعية بين الناس و فرص التواد و اصبحوا يعيشون في تجمعات للبشر و ليست مجتمعات يحدث تفاعل بين البشر و بعضهم ) و هي قالت انها كانت في فترة من حياتها تسكن في عمارة عبارة عن 15 دور في كل دور 10 شقق !!! ما الفرصة التي يمكن للمرء ان يعرف او يتعارف علي كل هؤلاء البشر من حوله ؟؟؟


فنحن نعيش بالاسلوب الغربي حتي و ان لم نكن جزء منه في بعض الاشكال و الاوجه ... ودراسة المدن خاصة لباحث العلوم الاجتماعية هام للغاية .

كما انها استنكرت الاستغراق في العمل بشكل و صورة غير ادمية و خصت الرجال قبل النساء بهذا بانه فعلا من الظروف الاكثر من بشعة و اكثر من قاسية ان يمضي المرء كل عمرة في العمل فقط و تندرت بالمقابلات التي تجري بان المرء علي استعداد ان يعمل تحت الضغوط و ان يسافر في اي وقت و ان يجلس بعد ساعات العمل الرسمي بساعات و ما الي ذلك من تدمير للانسانية الفعلية ...



الخصائص التراحمية تميز الفكر و لكن لم يتح لنا التعبير عنها و لابد من دراسة سلوكياتنا و عدم حذفها من سياقها التاريخي و الثقافي
فتقول مثلا ان الشيخ علي جمعة قال ذات مرة : انه لو عاد لزمن و كان مخترع السيارة مسلماً لحرص علي عن لا تخرج عوادم تضر بالبيئة حتي و ان لم تكن السيارة بنفس السرعة ... و قالت انه في نهاية الامبراطورية العثمانية في عصر التنظيمت صدرت فتوي بتحريم استخدام الملاعق المعدنية !!!
ان عرفت ان الملاعق المعندية تستورد من الغرب و انه في المقابل كانت هناك ملاعق خشبية تصنع محلياً في مدن بأكملها و استيراد تلك الملاعق = تشريد و غلق تلك الصناعات المحلية لم تتعجب , فهي وسيلتهم القديمة لحماية الصناعة الوطنية بمفهومنا الحديث .
كما انه و للاسف اصبح الاستهلاك جزء من ثقافتنا ... فان اردت شراء محمول به خصائص بسيطة للغاية لا تجد بل تجد احدث الاشياء باسعار متقاربة مع القديم و انا تعلم انك ستشتريه و لن تستخدم كل تلك الخصائص ... ولكنها دائرة الاستهلاك
كما انها عابت علي من يصممون المنازل في سيوه ( واحة مصر البديعة ) بانهم استبدلوا التصميم القديم المبني و في داخل الحوائط ( زلع ) كي تكون مصدر للتكيف و تلطيف الجو و بدلا من ذلك بنوها بالاسمنت و الطوب اللذين يحتفظان بالحرارة و عليه سوف يلجئ هؤلاء الناس لاستخدام التكييف ( مزيد من الاستهلاك و مزيد من التلوث )

يأتي السؤال الاخير الذي طرحتة الدكتورة
كيف يمكننا التعرف علي الغرب ؟ طبعا ليس عن طريق الافلام اللي موجود فيها علي حد تعبيرها pretty lady
و لكن عن طريق التعرف و دراسة المنتجات العلمية ..
*السنيما النقدية و ضربت امثلة بافلام artificial intelligence و فيلم اخر لم استطع تدوين اسمة و لكنه بطولة روبين ويليمز
*السفر و التجول و التفاعل لانها تعطي ثقافة لا توجد في الكتب ابداً
*التاريخ و الاطلاع عليه ( حتي يمكننا ان نستقرئ الواقع و التعامل معه و التنبئ و تلافي الصدامات ان امكن ) فلابد من استباق ر دود الافعال الاجتماعية – فالعنصرية تتنامى في اوروبا الان و حتي الاوضاع الاجتماعية تصلنا لان مدننا هي منتجات غربية بالاساس .

هذا ملخص اتمني ان يكون شامل لكل ما قيل في تلك المحاضرة التي امتعتني بالفعل .
ص. شمس الدين – القاهرة – 14- سبتمبر 2010



اشكر الاخ الفاضل عبد اتلرحمن عياش لانه ذكر لي اسم الفيلم الاخر التي استشهدت به د. هبه في محاضرتها اليوم Bicentennial Man (1999)

2 comments:

ebn roshd 777 said...

اولا كل سنه وحضرتك بكل الخير
بعد قرائتي لمقالتك وجدت انه لزاما علي ان اشكرك لحرصك علي نشر ما تعتقديه من اسباب نهوض امتنا الاسلاميه
اما عن محتوي المقاله نفسها فقد لفت نظري المقارنه الواقعيه
بين اشكال العماره والبيوت قديما وحديثا واختلاف سكانها علي مر العصور واسمحي لي ان الفت نظرك ان المقاله بها رؤوس موضوعات خطيره وهامه كان يجب مناقشتها كلا علي حده حتي يتسني لنا معرفه المرض وكيقيه علاجه
دمتي بكل الخير

شــــمـس الديـن said...

و حضرتك طيب

بعني دا فعلا ولا حاجة احنا متأخري عشرات العقود عنهم علي الاقل

هو فعلا معك حق ان رؤوس الموضوعات المثارة عميقة و ان تناولها تناول مخل
لكن الوقت للاسف محدود للغاية فساعة واحدة فقط لا تكفي دكتورة مثل دكتورة هبه رؤوف

جزاكم الله خيرا